قوله عز وجل:{هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ}(لكم) أي: لأجلكم.
{مَا فِي الْأَرْضِ}: ما: موصولة، والظرف صلتها، وهي مع صلتها في موضع نصب بـ {خَلَقَ}. {جَمِيعًا}: حال من الضمير الذي في الظرف، والعامل فيه الظرف، أو من {مَا} وعامله {خَلَقَ}، وهو نهاية صلة {الَّذِي}، أعني {جَمِيعًا}.
{ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ} أي: قصد إلى خلقها (٢).
{فَسَوَّاهُنَّ}: الضمير في {فَسَوَّاهُنَّ} للسماء، والسماء في معنى الجنس، وقيل: جمع سَمَاوَة (٣)، كتمر في جمع تمرة، فلما حذفت التاء في الجمع قلبت الواو ألفًا، لتحركها وانفتاح ما قبلها، فاجتمعت أَلِفان: المنقلبة
(١) لم يذكر الطبري ١/ ١٨٩، والزجاج ١/ ١٠٦، غير الأول، وذكر ابن عطية ١/ ١٥٩ القولين ورجح الأول. (٢) كذا فسرها الزجاج ١/ ١٠٧، ونسبه ابن عطية ١/ ١٦٠ إلى ابن كيسان، واقتصر عليه ابن الجوزي في الزاد ١/ ٥٨. أي بعد أن انتهى من خلق الأرض قصد وعمد إليها، وهو معنى من عدة معانٍ ذكروها في تفسير الاستواء هنا، ورجح الطبري ١/ ١٩٢ أن معناه العلو والارتفاع أي: علا عليهن وارتفع فدبرهن بقدرته، وخلقهن سبع سماوات، وتبعه البغوي ١/ ٥٩ وعزاه إلى ابن عباس رضي الله عنهما وأكثر مفسري السلف. وقال ابن عطية ١/ ١٦٠: علا دون تكييف ولا تحديد، هذا اختيار الطبري، والتقدير: علا أمره وقدرته وسلطانه. وانظر أيضًا النكت والعيون ١/ ٩٢، وجامع القرطبي ١/ ٢٥٥. (٣) انظر معاني الزجاج ١/ ١٠٧، والقرطبي ١/ ٢٦٠.