قوله عز وجل:{هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ} يحتمل أن يكون {لِلنَّاسِ} من صلة {بَلَاغٌ}، وأن يكون صفة له.
واختلف في الإشارة في {هَذَا} فقيل: إلى القرآن (١). وقيل: إلى ما ذكره من قوله: {فَلَا تَحْسَبَنَّ}(٢) إلى قوله: {سَرِيعُ الْحِسَابِ}(٣) أي: هذا كاف في التحذير والتذكير.
وقوله:{وَلِيُنْذَرُوا بِهِ} يحتمل أن يكون من صلة {بَلَاغٌ} عطفًا على قوله: {لِلنَّاسِ} على الوجه الأول، وهو أن تجعله من صلة (بلاغ) حملًا على المعنى، كأنه قيل: هذا بلاع لهم وللإنذار، وأن يكون من صلة محذوف، أي: هذا بلاغ للناس وأنزل لينذروا به، بشهادة قوله (٤) جل
(١) قاله ابن زيد، واقتصر عليه الطبري ١٣/ ٢٥٨. والبغوي ٣/ ٤٢. (٢) من أول الآية (٤٧) المتقدمة. (٣) من آخر الآية السابقة. وهذا القول للزمخشري ٢/ ٣٠٩. وعبر عنه الماوردي ٣/ ١٤٦ بالإنذار ونسبه إلى ابن شجرة. وانظر زاد المسير ٤/ ٣٧٨. (٤) الأعراف (٢) وهي كاملة هكذا (كتاب أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه لتنذر به وذكرى للمؤمنين).