قوله عز وجل:{وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ}(يوم) مفعول ثان لأنذر، أي: خَوَّفْهم إياه، والإنذار: إعلام مع تخويف، وهو يوم القيامة، ولا يجوز أن يكون ظرفًا للإنذار، لأن الإنذار لا يكون في ذلك اليوم.
وقوله:{فَيَقُولُ الَّذِينَ} عطف على قوله: {يَأْتِيهِمُ}، فلذلك رفع بالابتداء (٤)، ولا يجوز نصبه على الجواب، إذ المعنى ليس عليه (٥).
وقوله:{نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ} جزمًا على جواب شرط محذوف.
وقوله:{أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ} أي: فيجابون ويقال لهم: كيت وكيت، و {مَا لَكُمْ} جواب القسم، وإنما جاء بلفظ الخطاب لقوله:{أَقْسَمْتُمْ} ولو حكي لفظ المقسمين لقيل: ما لنا من زوال، واختلف في معناه:
(١) رواه عطاء عن ابن عباس - رضي الله عنهما -. انظر زاد المسير ٤/ ٣٧١. وبمعناه روي عن قتادة، انظر النكت والعيون ٣/ ١٤١. ومعالم التنزيل ٣/ ٣٩. (٢) مجاز القرآن ١/ ٣٤٤. (٣) انظر النكت والعيون، وزاد المسير في الموضعين السابقين. (٤) يعني على الاستئناف غير متعلق بما قبله. (٥) كذا في إعراب النحاس ٢/ ١٨٦. وقال الفراء ٢/ ٧٩: ولو كان جوابًا لجاز نصبه ورفعه. وانظر جامع البيان ١٣/ ٢٤٢.