قوله عز وجل:{لَهُ مُعَقِّبَاتٌ} ابتداء وخبر، واختلف في الضمير في {لَهُ}، فقيل: لله جل ذكره. وقيل: لـ (مَن) في قوله: {مَنْ أَسَرَّ}(٣)، كأنه قيل: لمن أسر، ومن جهر، ومن استخفى، ومن سرب معقباتٌ، أي: جماعة من الملائكة - في قول الجمهور - يعتقبون، يأتي بعضهم عقيب بعض.
والأصل مُعْتَقِبات، فأدغمت التاء في القاف بعد أن نقلت حركتها إلى العين. ويجوز في الكلام أن تحذف حركة التاء وتكسر العين لالتقاء الساكنين، فتقول: مُعِتْقبات، ولا ينبغي لأحد أن يقرأ به لأن القراءة سنة متبعة. والتاء فيها لتأنيث الجماعة، والواحد معقب. وقال الجوهري: وإنما أنث لكثرة ذلك منهم، والتاء فيها للمبالغة كنسّابةٍ وعلّامةٍ (٤). فالواحد على قوله معقبة. وقيل: معقبة صفة للجمع، ثم جمع على ذلك فتكون جمع الجمع، أي: جماعات منهم (٥).
(١) معاني الزجاج ٣/ ١٤٢. وفي الأصل والمطبوع تقديم وتأخير وبعض التغيير. (٢) انظر هذا المعنى في جامع البيان ١٣/ ١١٣ - ١١٤. والنكت والعيون ٣/ ٩٧. (٣) انظر القولين في جامع البيان ١٣/ ١١٤ - ١١٧. والمحرر الوجيز ١٠/ ٢١. والتفسير الكبير ١٩/ ١٥. وفي الهاء قولان آخران انظرهما في زاد المسير ٤/ ٣١٠. (٤) الصحاح (عقب). وهو للأخفش ٢/ ٤٠٣ قبله. (٥) انظر معاني الفراء ٢/ ٦٠. وجامع البيان ١٣/ ١٢٢.