وقوله:{يَاأَبَتِ} قرئ: (يا أبمتِ) بكسر التاء (١) على إرادة ياء النفْس، والأصل: يا أبي، فحذف ياء النفس اجتزاء بالكسرة عنها، وجيء بهذه التاء عوضًا عنها مكسورة.
واختلف في هذه الكسرة، فقيل: هذه الكسرة هي التي كانت قبل الياء في قولك: يا أبي، قد زحلقت إلى التاء، إذ لا يكون ما قبل تاء التأنيث إلَّا مفتوحًا (٢). وقيل: بل كسرت التاء لتدل على الياء المحذوفة (٣).
قال الخليل: وإنما تكون هذه التاء في النداء خاصة إذا أضفت إلى نفسك، ولا يجمع بينهما لئلا يجمع بين العوض والمعوض منه (٤).
فإن قلت: فقد قالوا: يا أبتا، والألف عوض من ياء الإضافة، فكان ينبغي إلا يجوز هذا كما لا يجوز يا أبتي وقد جوزوه، قال الشاعر:
(١) قرأها العشرة عدا ابن عامر، وأبا جعفر كما سوف يأتي في القراءة التالية. (٢) انظر هذا القول في الكشاف ٢/ ٢٤١. (٣) هذا قول سيبويه ٢/ ٢٠٩ - ٢١١. (٤) انظر معنى قول الخليل في كتاب سيبويه ٢/ ٢١١. (٥) البيت لرؤبة أو للعجاج. وانظره في الكتاب ٢/ ٣٧٤ - ٣٧٥. والمقتضب ٣/ ٧١. والإيضاح / ٩٢/. والحجة ٤/ ٣٩١. والمحتسب ٢/ ٢١٣. والمقتصد ١/ ٤٤٤. والمفصل / ١٦٦/. والإنصاف ١/ ٢٢٢. وشرح ابن يعيش ٣/ ١٢٠. واللسان (علل). (٦) صدر بيت للأعشى وعجزه: ....................... ... فإنا نخاف بأن تُخْتَرم انظر الحجة ٤/ ٣٩١. والدر المصون ٦/ ٤٣٢. (٧) وبعده: ......................... ... حَسُنْتَ إلَّا الرقبَهْ. وهو من شواهد الفارسي في الحجة ٤/ ٣٩٢. وابن يعيش في شرح المفصل ٢/ ١٢.