قوله عز وجل:{مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ}(ما) استفهام في موضع رفع بالابتداء، و (ذا) خبر الابتداء بمعنى الذي.
ولك أن تجعل (ما) و (ذا) اسمًا واحدًا في موضع رفع بالابتداء أيضًا، و {فِي السَّمَاوَاتِ} الخبر، وقد ذكر نظيره فيما سلف من الكتاب في غير موضع (١).
وقوله:{وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ}(ما) هنا تحتمل أن تكون استفهامية، وأن تكون نافية، فإن كانت استفهامية كان محلها النصب بقوله:{تُغْنِي}، وإن كانت نافية كان مفعول {تُغْنِي} محذوفًا، أي: وما تغني تلك عنهم شيئًا من عذاب الله.
{وَالنُّذُرُ}: يحتمل أن يكون جمع نذير، وهو الرسول المنذِرُ، وأن يكون مصدرًا بمعنى الإِنذار.
قوله عز وجل:{ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا} قيل: {ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا} معطوف على كلام محذوف يدل عليه قوله: {إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ}(٢) كأنه قيل: نُهلِك الأمم ثم ننجي رسلنا، على حكاية
(١) انظر إعرابه للآية (٢٦) من البقرة. (٢) من الآية التي قبلها.