قوله عزَّ وَجَلَّ:{أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا} الجمهور على رفع قوله: {أَيُّكُمْ}، ورفعه بالابتداء وخبره {زَادَتْهُ}.
وقرئ:(أيَّكم) بالنصب (٣) على إضمار فعل يفسره {زَادَتْهُ}، كقولك: زيدًا ضربته، تقديره: أيكم زادت زادته هذه إيمانًا، وضربت زيدًا ضربته.
فإن قلت: لَمْ قدرت في الأول الفعل بعد المفعول، وفي الثاني قبله وهو الوجه، لأنَّ من شرط العامل أن يكون قبل المعمول؟ .
قلت: أجَل الأمر كما ذكرتَ، إلّا أن في الأول منعني مانع وهو أن أَيًّا استفهام، والاستفهام لا يعمل فيه ما قبله، لأنَّ له صدر الكلام، فلذلك قدرت بعده، وكفاك دليلًا {لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ}(٤)، {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ}(٥).
(١) قرأ أبان بن تغلب، وابن أبي عبلة، وأبو عبد الرَّحمن المسلمي: (غُلظة) بالضم. وقرأ المفضل عن عاصم، والأعمش: (غَلظة) بالفتح. ورويت الأوجه الثلائة عن أبي عمرو. انظر السبعة / ٣٢٠/. والحجة ٤/ ٢٤١. وإعراب النحاس ٢/ ٤٦. والمحرر الوجيز ٨/ ٣٠٢. (٢) هكذا هذا الكلام في الحجة ٤/ ٢٤٢ عن أبي الحسن. وانظر بعضه في معانيه ١/ ٣٦٧. (٣) نسبها الزمخشري ٢/ ١٧٨ إلى عبيد بن عمير، وانظر البحر المحيط ٥/ ١١٦ فقد أضافها إلى زيد بن علي أيضًا. (٤) سورة الكهف، الآية: ١٢. (٥) سورة الشعراء، الآية: ٢٢٧.