قوله عز وجل:{فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ} الفاء لعطف جملة على جملة، واللام لام القسم.
فإن قلتَ: لِمَ جيء بالفاء هنا مع تراخي ما بين الثاني والأول، وإنما هذا وشبهه من موضع ثم؟ قلتُ: قيل: لتقريب ما بينهما بشهادة قوله جل ذكره: {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ}(١) و: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ}(٢)، {وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ}(٣).
و{أُرْسِلَ} مسند إلى الجار والمجرور وهو {إِلَيْهِمْ}، والمعنى: فلنسألن المرسل إليهم وهم الأمم الذين أتاهم الرسل يسألهم عما أجابوا به رسلهم، كما قال:{وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ}(٤).
{وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ}: يسألهم عما أجيبوا به، كما قال:{يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ}(٥).