و {مَا} موصول وهو مفعول لبسنا، أي: ولخلطنا عليهم ما يخلطون على أنفسهم حتى يشكوا فلا يدروا أَمَلَكٌ هو أم آدمي؟ عن الضحاك (١).
يقال: لَبَست عليه الأمرَ ألبِس بفتح العين في الماضي وكسرها في الغابر لَبْسًا، إذا خَلَطْتَه وأشكلتَه عليه، قيل: وأصله من التغطية والستر بالثوب ونحوه (٢).
والجمهور على تخفيف الباء في قوله:{وَلَلَبَسْنَا}، وقرئ:(وللبَّسنا عليهم ما يُلَبِّسون) بتشديدها (٣). والتلبيس كالتدليس والتخليط، شُدِّد للمبالغة.
الجوهري: وتقول: رجل لَبَّاسٌ، ولا تقل مُلبِّسٌ (٤).
وقرئ أيضًا:(ولَبَسْنا) بلام واحدة (٥) استغناء عنه بلام (لجعلنا).
قوله عز وجل:{وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ} اللام في {وَلَقَدِ} جواب لقسم محذوف. قيل: وهذا تسلية لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - عما كان يلقى من قومه (٦).
(١) ذكره الماوردي ٢/ ٩٦ عن الكلبي. وذكره البغوي ٢/ ٨٦، وابن الجوزي ٣/ ٨ دون نسبة، والضحاك - إن عنى به صاحب التفسير - فهو ابن مزاحم الهلالي، كان من أوعية العلم، حدّث عن بعض الصحابة والتابعين، وثقه الإمام أحمد ويحيى بن معين وغيرهما، توفي سنة اثنتين ومائة. (٢) حكاه الرازي ١٢/ ١٣٤ عن الواحدي. وانظر القرطبي ٦/ ٣٩٤. (٣) قراءة شاذة نسبت إلى الزهري. انظر البغوي ٢/ ٨٦، والزمخشري ٢/ ٥، وابن الجوزي ٣/ ٨ حيث أضافها أيضًا إلى معاذ القارئ، وأبي رجاء. (٤) الصحاح (لبس). (٥) قراءة ابن محيصن، انظر الكشاف ٢/ ٥، والمحرر الوجيز ٦/ ١٠ وفيه: بفتح اللام وشد الباء. (٦) قاله الزمخشري ٢/ ٥.