(الذال) وحدها (١)، وزيدت الألف لتكثير الكلمة، وأما اللام فجيء بها لتدل على بُعْد المشار إليه، وقيل: هي بدل من حرف التنبيه، ولذلك لا يحسن هاذلك، كما يحسن هاذاك، وقيل: جيء بها لتدل على أن (ذا) ليس بمضاف إلى الكاف.
وكسرت فصلًا بينها وبين لام الجر في ذا لَكَ، أي: تَملِكُهُ، وقيل: كسرت لسكونها وسكون الألف قبلها. والكاف للخطاب لا موضع لها من الإعراب (٢).
وذلك، وذاك، وهذا، نظائر في اللغة، إلا أن (هذا) لما قرب، و (ذاك) و (ذلك) لما بعد. وقيل:(هذا) لما حضر، و (ذاك) لما غاب. وقيل:(هذا) لما هو كائن، و (ذاك) لما تَقَضَّى.
قيل: فإن قيل: لِمَ صحت الإشارة بذلك إلى ما ليس ببعيد؟ قيل: وقعت الإشارة إلى {الم} بعد ما سبق التكلم به وتقضَّى، والمتقضِّي في حكم المتباعد، وهذا في كل كلام يحدِّث الرجل بحديث ثم يقول: وذلك ما لا شك فيه، ولأنه لمّا وصل من المُرسِل إلى المُرسَل وقع في حدِّ البعد (٣). وقيل: معناه ذلك الكتاب الذي وُعِدوا به على لسان موسى وعيسى عليه السلام (٤).
وقيل:{ذَلِكَ} بمعنى هذا (٥).
(١) العكس تمامًا في مشكل مكي ١/ ١٦، وما نص عليه المؤلف رحمه الله يوافق جميع المصادر التي سوف أذكرها بعدُ. (٢) انظر في الاسم من (ذلك) ولامها وكافها: إعراب النحاس ١/ ١٢٨، والبيان ١/ ٤٣ - ٤٤، والتبيان ١/ ١٤ - ١٥، وانظر تفصيلًا أوسع المسألة (٩٥) من الإنصاف ٢/ ٦٦٩ - ٦٧٧. (٣) انظر هذا الكلام في الكشاف ١/ ١٩. (٤) ذكره الزجاج ١/ ٦٧ عن النحويين. (٥) وهو قول عامة المفسرين، انظر جامع البيان ١/ ٩٦ فقد أخرجه عن مجاهد، وعكرمة، والسدي، وابن جريج، وابن عباس - رضي الله عنهم - جميعًا.