اختلاط، أَيْ، هم صرحاء. ويروى (١): "فعن أيةٍ ما شئتم" يقول: هما قطيعان، فيهما أَيْ في قربهما ما علمتم قبل، من الدّفاع الذي يأتي عليكم بسببه القتل. كقول الآخر (٢):
تَراكِها من إِبل تَرَاكِها … أَمَا تَرَى المَوْتَ لَدَى أَورَاكِها
ولم يرد إسلام أحدهما، وقد قال:"فيهما"؛ ولكنّه على جهة الوعيد، والإيذان، بأنّ رَبّ كلّ فرقة (٣) ذو بأسٍ شديد. وأعاد "الهاء" من قوله: "فعن أَيِّها" مفردة مؤنّثة، حملًا على معنى الفرقة. ألا ترى إلى الرّواية الأخرى:"فَعَنْ أَيَّةِ". ويجوز أن تعود "الهاء" على "الإبلين"، و "ما" التي في قوله: "ما علمتم"؛ لأنَّه عنى بِها المنِيَّة. والمعنى: إنْ أعرضتم عن الإبل نجوتم، وإن تعرضتم لها هلكتم، فاختاروا أيَّ حالٍ شئتم. وتذكير "أيّ" مع الإضافة إلى المؤنث جائز، كما قال تعالى:{وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ}(٤). ويحتمل أن تكون الهاء هاء "التنبيه" وما تقدّم أحسن، ولكنّه وجيه] (٥). وتنكبوا، بمعنى اعدلوا عنها، ولذلك عدَّاه بالجار.
(١) وهي رواية أبي زيد ٤١٧. (٢) هو طفيل بن يزيد الحارثي، والبيت في الكتاب ١/ ٢٤١، ٣/ ٢٧١، والمقتضب ٣/ ٣٦٩، ٤/ ٢٥٢، وابن السيرافي ٢/ ٣٠٧، والمخصص ١٧/ ٦٣، ٦٦، وأمالي ابن الشّجري ٢/ ٣٥٣، والقيسي ١/ ١٨٧، والتبصرة ٢٥١، والخزانة ٥/ ١٦٠. (٣) في الأصل "فرق". (٤) سورة لقمان: ٣٤. (٥) من قوله: "لم تمزز" حتَّى "وجيه" ساقط من ح، وفيها "وأعاد الهاء في قوله فعن =