البيت لجرير كما نسبه أبو عليّ، واستشهد به أبو عليّ على أنَّ "الذيب" فيه: اسم للسنّة المجدبة كالضّبع رأيًا رآه (٣)، لا قولًا حكاه. وقال أبو الحسن علي بن عبد اللّه الطوسي، وغيره:"الذئب" هنا: السّبع المعروف؛ لأن السّنة المجدبة؛ هي (٤) الحصاء، تعدوا فيها الذئاب على كثير من ضعفاء النَّاس، لشدّة الجدب، وارتفاع الخصب.
قال يعقوب (٥): السّنّة الحصَاء: التي لا نبت فيها، [وعام أَحَصّ: إذَا انْحَصَّ نبات أرضه](٦)، وامرأة حصّاء: لا شعر عليها. [وكذا قال أبو حنيفة: أرض حصّاء: لا نبات بها، ومثلها الزَّعْرَاء، والمَعْزَاء، وهي ضدّ الشَّعَراءِ، فقول أبي على على هذا تكرير، وذهاب من الحقيقة إلى المجاز، وكأنَّه نظر إلى قول الكميت (٧):
(١) التكملة ١٣٨. (٢) هذا شاهد لجرير كما ذكر المصنِّف، وهو في ديوانه ٣٤٩، والمخصص ١٦/ ١١١، والفائق ٢/ ٣٢٧، والقيسي ٧٠٧، وشرح شواهد الإيضاح ٤٨١، وشواهد نحويَّة ٩٧، والصحاح واللّسان والتّاج (حصص). (٣) في ح "رأياه". (٤) في ح "وهي … وتعدوا" وفي الأصل "تعدو". (٥) الألفاظ ٢٦. (٦) ساقط من ح. (٧) شعر الكميت ٢/ ١١٧، والعمارة: الحي الضخم. واللزبات: الشدائد. وفي الأصل "كالحصى" وهو تحريف.