واحد، يُسْمِعُهم الداعي، ويَنْفُذُهم البصرُ، وذلك في المحشر ﴿يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [المطففين: ٦] حفاة عراة غُرلًا (١).
ومِن محاسنه توطينُ النفس على فِراق الأهل والولد؛ إِذْ لا بُدَّ مِن مفارقتهم يومًا ما، فلو فارقهم فجأةً حصل صدمةٌ عظيمةٌ عند الفِراق.
ومِن محاسن الحجِّ أنه متى قَصَدَه؛ فإنه يَتزود لسفره بكل ما يَحتاج إليه مدةَ ذهابه وإيابه؛ فيتزود للعقبى، وهي السفرةُ الطويلةُ التي لا رجوعَ بعدها حتى يَبعث اللهُ الأولين والآخرين، كما قال تعالى: ﴿وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى﴾ [البقرة: ١٩٧].
ومِن محاسنه أنَّ الإنسانَ يعتاد التوكلَ على الله، لأنه لا يمكنه أنْ يَحملَ كلَّ ما يحتاج إليه في سفره للحج؛ فلا بد مِن التوكل على الله تعالى فيما حمله وفيما لم يحمله؛ فيعتاد توكلَه إلى كل ما يحتاج إليه.
ومِن محاسنه أنه إذا أَحْرَمَ نَزَعَ المخِيطَ -الذي هو لباسُ الأحياء- ولبس غيرَه مما هو أشبهُ بلباس الأموات؛ فيَجِدَّ ويجتهد في الاستعداد لِمَا أمامه، إلى غير ذلك مِن المحاسن التي يَصعب حصْرُها (٢).
(١) يعني: غير مختونين، كما قال تعالى: ﴿كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ﴾ [الأنبياء: ١٠٤]. (٢) يُنظر: الدُّرَّة المختصرة في محاسن الدِّين الإسلامي للسَّعدي (ص ١٦)، وكتاب: من محاسن الدِّين الإسلامي للشيخ عبد العزيز بن محمد السلمان (ص ٢١).