وتدعو إلى الزنا، وربما دعت إلى الوقوع على البنت والأخت وذوات المحارم،
وتُذهب الغيرة، وتُورث الخِزي والندامة والفضيحة،
وتُلحق شاربَها بأنقص نوعِ الإنسان؛ وهم المجانين،
وتسلبه أحسن الأسماء والسمات، وتكسوه أقبح الأسماء والصفات،
وتسَهِّل قتل النفس وإفشاء السِّرِّ الذي في إفشائه مضرُته أو هلاكُه،
ومؤاخاةُ الشياطين في تبذير المال الذي جعله الله قيامًا له،
وتهتك الأستار، وتُظهر الأسرار، وتدل على العورات،
وتُهوِّنُ ارتكابَ القبائح والمآثم، وتُخرج مِن القلب تعظيمَ المحارم،
ومدمُنها كعابد وثن،
وكم أهاجت مِن حرب، وأفقرت مِن غني، وأذلت مِن عزيز، ووضعت مِن شريف، وسلبت مِن نعمة، وجلبت مِن نقمة، وفسخت مِن مودة، ونسجت مِن عداوة،
وكم فرَّقت بين رجل وزوجته؛ فذهبت بقلبه وراحت بلُبِّه،
وكم أورثت مِن حسرة وأجرت مِن عَبرة،
وكم أغلقت في وجه شاربها بابًا مِن الخير وفتحت له بابًا مِن الشَّرِّ،
وكم أوقعت في بلية وعجلت مِن مَنِيَّة،
وكم أورثت مِن خزية، وجرَّت على شاربها مِن مِحْنَة، وجرأت عليه مِن سَفلة.
فهي جِماع الإثم، ومفتاحُ الشَّرِّ، وسلَّابة النِّعَم، وجالبة النِّقَم،
ولو لم يكن مِن رذائلها إلَّا أنها لا تجتمع هي وخمرُ الجنة في جوف عبد -كما ثبت عنه أنه قال: «مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِي الدُّنْيَا؛ حُرِمَهَا فِي الْآخِرَةِ» (١) - لكفى.
(١) صحيح مسلم (٢٠٠٣) من حديث ابن عمر ﵄ مرفوعًا.