(١٥٨٢) الحديث التاسع والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو أحمد قال: حدّثنا سفيان عن ابن أبي ليلى عن أخيه عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي أيوب:
أنّه كان في سَهوة (١) له، فكانت الغولُ تجيء فتأخذ، فشكاها إلى النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال:"إذا رأيْتَها فقل: باسم اللَّه، أجيبي رسول اللَّه". قال: فجاءت، فقال لها، فأخذَها، فقالت له: إنّي لا أعود، فأرسلَها، فجاء، فقال له النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ما فعلَ أسيرُك؟ " فقال أخذتُها، فقالت: لا أعود، فأرسلْتُها، فقال:"إنها عائدة". فأخذتُها مرّتين أو ثلاثًا، كلّ ذلك تقول: لا أعودُ، ويجيء إلى النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فيقول:"ما فعل أسيرُك؟ " فيقول: أخذْتُها، فتقول: لا أعود، فيقول:"إنها عائدة فأخذْتُها، فقالت: أَرْسِلْني وأُعلِّمُك شيئًا تقوله، فلا يقربُك شيء: آية الكرسي. فأتى النبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- فأخبرَه، فقال: "صَدَقَتْ وهي كذوب" (٢).
(١٥٨٣) الحديث الأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حُجَين قال: حدّثنا ليث بن سعد عن أبي الزبير عن سفيان بن عبد الرحمن عن عاصم بن سفيان الثّقفي:
أنّهم غَزَوا غزوة السَّلاسل، ففاتهم الغزوُ، فرابطوا ثم رجعوا إلى معاوية وعندَه أبو أيّوب وعقبة بن عامر، فقال عاصم: يا أبا أيّوب، فاتنا الغزوُ العامَ، وقد أُخْبِرْتُ أنّه من صلّى في المساجد الأربعة غُفِرَ له ذنبُه. فقال: ابنَ أخي، أدُلُّكَ على أيسرَ من ذلك: إنّي سمعْتُ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "مَن تَوضَّأ كما أُمرَ غُفرَ له ما قدّم من عملٍ" أكذاك يا عقبة؟ قال: نعم (٣).
(١٥٨٤) الحديث الحادي والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن قال: حدّثنا ابن لَهيعة قال: حدّثنا الوليد بن أبي الوليد عن أيوب بن خالد بن أبي أيّوب الأنصاريّ عن أبيه عن جدّه أبي أيّوب:
أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال له: "اكتُمِ الخِطْبَةَ، ثم توضَّأ فأحْسِنْ وضوءك، ثم صَلِّ ما كتب
(١) السهوة: خزانة توضع فيها الأشياء. (٢) المسند ٥/ ٤٢٣، والترمذي ٤/ ٤٦ (٢٨٨٠) قال: هذا حديث حسن غريب، وفي الباب عن أبيّ بن كعب. وهو في شرح مشكل الآثار ٢/ ١٤٦ (٢٨٨٠)، والمعجم الكبير ٤/ ١٦٢ (٤٠١١) من طريق سفيان. وصحّحه الألباني. (٣) المسند ٥/ ٤٢٣، ومن طرق عن ليث في النسائي ١/ ٩٠، وابن ماجه ١/ ٤٤٧ (١٣٩٦)، والمعجم الكبير ٤/ ١٥٦ (٣٩٩٤)، وصحّحه ابن حبّان ٣/ ٣١٧ (١٠٤٢) ورجاله رجال الصحيح، غير سفيان، وثّقه ابن حبّان، وحسّن الألباني الحديث.