يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم ينشأُ أقوامٌ يَسْبِقُ أيمانُهم شهادتَهم، وشهادتُهم أيمانَهم" (١).
(٦٥٠٨) الحديث السابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا الأعمش عن ذَرّ عن يُسَيع (١) الكندي عن النعمان بن بشير قال:
قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إنّ الدُّعاء هو العبادة"، ثم قرأ:{ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}(٢)[غافر: ٦٠].
(٦٥٠٩) الحديث الثامن: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا [محمد بن] يزيد عن العوّام قال: حدّثني رجل من الأنصار من آل النعمان بن بشير عن النعمان بن بشير قال:
خرج علينا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ونحن في المسجد بعد صلاة العشاء، فرفع بصره إلى السماء ثم خفض، حتى ظننّا أنّه قد حدث في السّماء شيء، فقال: "ألا إنّه سيكون بعدي أمراءُ يكذِبون ويظلمون، فمن صدَّقَهم بكَذِبهم ومالأهم على ظُلمهم، فليس منّي ولا أنا منه، ومن لم يُصَدِّهْم [بكَذِبهم] ولم يُمالِئْهم على ظلمهم فهو منّي وأنا منه. [ألا وإنّ دمَ المسلم كفّارته](٣). ألا وإنّ سبحان اللَّه، والحمد للَّه، ولا إله إلا اللَّه، واللَّه أكبر، هُنّ الباقيات الصالحات" (٤).
(٦٥١٠) الحديث التاسع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة عن سماك بن حرب قال: سمعت النعمان بن بشير يخطب ويقول:
(١) المسند ٤/ ٢٦٧. ومن طريق عاصم أخرجه الطحاوي في شرح المشكل ٦/ ٢٦٠ (٢٤٦٧) وابن حبّان ١٥/ ١٢١ (٦٧٢٧) قال الهيثمي ١٠/ ٢٢ بعد أن عزاه لأحمد والبزّار والطبراني: وفي طرقهم عاصم بن بهدلة، وهو حسن الحديث، وبقيّة رجال أحمد رجال الصحيح. وهو كما قال. وقد روي الحديث في الصحيحين عن ابن مسعود وعمران وأبي هريرة وعائشة - الجمع ١/ ٢٢٤، ٣٥١ (٢٦١، ٥٥٢)، ٣/ ٣٢١ (٢٧٧١)، ٤/ ٢٢٣ (٣٤٣٠). وتختلف الروايات في عدد مرّات "ثم الذين يلونهم" ينظر الباب في المجمع. (٢) المسند ٤/ ٢٧١. ورجاله رجال الشيخين، غيرُ يسيع أو أُسيع، روى له البخاري في الأدب، وأصحاب السنن وهو ثقة. ومن طرق عن ذرّ بن عبد الرحمن أخرجه الترمذي ٥/ ٤٩١ (٢٩٦٩)، وأبو داود ٢/ ٧٦ (١٤٧٩) وابن ماجة ٢/ ١٢٥٨ (٣٨٢٨) والبخاري في الأدب ١/ ٣٧٦ (٧١٤) وصحّح الحاكم إسناده ١/ ٤٩١، ووافقه الذهبي، وصحّحه ابن حبّان ٣/ ١٧٢ (٨٩٠) والمحقّقون. (٣) ما ورد بين معقوقين من المسند، وجامع المسانيد، والمجمع. (٤) المسند ٤/ ٢٦٧. ورجاله ثقات، إلا أنّ فيه راويًا مجهولًا. وبه أعلّه الهيثمي في المجمع ٥/ ٢٥٠.