"ابسُط كِساءك" فبسَطْتُ، فجعلوا فيه متاعَهم، ثم حملوه عليَّ. فقال لي رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "احمِل، فإنما أنت سفينة". فلو حَمَلَتُ يومئذٍ وِقْرَ بعير أو بعيرين أو ثلاثة أو أربعة أو خمسة أو ستة أو سبعة، ما ثَقُلَ عليّ إلا أن يُجْفوا (١).
(٦٤٦٥) الحديث الثاني: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع عن علي بن مبارك عن يحيى عن سفينة:
أن رجلًا شاط ناقته بجِذل، فسأل النبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فأمرَهم بأكلها (٢).
الجِذْل: عود. والمراد أنّه نحرَها به.
(٦٤٦٦) الحديث الثالث: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو كامل قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة عن سعيد بن جُهمان قال: سمعتُ سفينة يحدِّث:
أن رجلًا ضافَ عليَّ بن أبي طالب، فصنعوا له طعامًا، فقالت فاطمة: لو دَعَونا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فأكل معنا، فأرسلوا إليه فجاء، فأخذ بعِضادتَي الباب، فإذا قِرامٌ قد ضُرِبَ في ناحية البيت، فلمّا رآه رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- رجعَ، فقالت فاطمة لعليّ: اتْبَعْه فقل له: ما رَجَعَكَ؟ قال: فتَبعَه فقال: ما رَجَعَكَ يا رسول اللَّه؟ قال:"إنّه ليس لي أو لنبيٍّ أن يدخلَ بيتًا مُزَوَّقًا"(٣).
(٦٤٦٧) الحديث الرابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو النَّضْر قال: حدّثنا حَشرج قال: حدّثني سعيد بن جُمهان عن سفينة مولى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال:
(١) المسند ٥/ ٢٢١. مع الحديث السابق. ورُوِيَتْ قصة تسمية سفينة من طرق، وذكرها المترجمون، وإسنادها حسن، إسناد سابقه. وينظر قول المؤلّف في خرج وسعيد بعد الحديث الرابع. (٢) المسند ٥/ ٢٢٠. قال ابن كثير في الجامع ٥/ ٣٤١ (٣٥٥٩): وهو منقطع. وقال: تفرّد به. وقال ابن حجر في الإتحاف ٥/ ٢٩٠ أيضًا عنه: منقطع وانقطاعه لأنّ يحيى لم يدرك سفينة. (٣) المسند ٥/ ٢٢٠. ورجاله ثقات. عدا ابن جهمان، صدوق كما سبق. ومن طريق حمّاد أخرجه أبو داود ٣/ ٣٤٤ (٣٧٥٥)، وابن ماجة ٢/ ١١١٥ (٣٣٦٠)، وصحّح الحاكم إسناده ٢/ ١٨٦، ووافقه الذهبي، وحسّنه الألباني.