سمَعْتُ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول:"النّاس تَبَعٌ لقريش في هذا الأمر، خِيارهم في الجاهلية خِيارهُم في الإسلام إذا فقُهوا. واللَّه لولا أن تَبْطَرَ قُريشٌ لأخْبَرْتُها بما لخِيارها عند اللَّه".
وقال سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول:"خيرُ نِسوةٍ رَكبْنَ الإبلَ صالحُ نساء قريش، أرعاه على زوجٍ في ذاتِ يدِه، وأحناه على ولدٍ في صِغَرَه"(١).
(٦٣٩٦) الحديث الخامس والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا روح قال: حدّثنا أبو أُميّة عمرو بن يحيى بن سعيد قال: سمعت جدّي يحدّث:
أنّ معاوية أخذ الإداوة يَتْبَعُ بها رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (٢)، فبينا هو يوضِّىءُ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، رفع رأسه مرّة أو مرّتين وهو يتوضّأ، فقال:"يا معاوية، إن وُلِّيتَ أمرًا فاتقِ اللَّه واعْدِلْ" قال: فما زِلْتُ أظُنُّ أني مُبْتَلًى بعمل لقول النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، حتى ابتُلِيت (٣).
(٦٣٩٧) الحديث السادس والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا خلف بن الوليد قال: حدّثنا ابن عيّاش - يعني إسماعيل عن عبد اللَّه بن دينار وغيره عن أبي حَريز مولى معاوية قال:
(١) المسند ٤/ ١٠١. وعبد اللَّه بن مبّشر مولى أمّ حبيبة، وثّقه ابن معين - التعجيل ٢٣٤، وسائر رجاله ثقات. وأخرج القسم الأول من الحديث ابن أبي عاصم في شرح السنة في جزأين ٢/ ٧٦٠، ١٠٠٩ (١١٦٣، ١٥٧١)، وصحّح المحقّق إسناده، ووثّق رجاله. وقد أخرج البخاري ٩/ ٥١١ (٥٣٦٥) حديث أبي هريرة: خير نساء. ." "وقال بعده: ويذكر عن معاوية وابن عبّاس عن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-. وحديث معاوية ذكره ابن حجر ٩/ ٥١٢ وقال: ورجاله موثّقون، وفي بعصهم مقال لا يقدح، وحديث أبي هريرة شاهد له. وروى الشيخان عن أبي هريرة: "الثامن تبع لقريش. . .". الجمع ٣/ ١٣٠ (٢٣٤٧). (٢) عبارة المسند: "أن معاوية أخذ الإداوة بعد أبي هريرة يتبع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بها، واشتكى أبو هريرة". (٣) المسند ٤/ ١٠١ ومن طريق عمرو أخرجه أبو يعلى ١٣/ ٣٧٠ (٧٣٨٠) قال الهيثمي ٥/ ١٨٩: رواه أحمد، وهو مرسل، ورجاله رجال الصحيح. وقال ٩/ ٣٥٨: رواه أحمد، وهو مرسل، ورواه أبو يعلى. . . فوصله. . وجعله ابن كثير في الجامع ١١/ ٥٩٠ (٨٩٢٢) ممّا تفرد به الإمام أحمد. وفي ترجمة معاوية في السير، ذكر الذهبي أنّه روي في فضل معاوية أحاديث ضعيفة تحتمل، وذكر منها هذا الحديث ٣/ ١٣١.