حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسين بن محمد قال: حدّثنا جرير عن أيوب عن الحكم بن عتيبة عن ابن عبّاس عن أخيه الفضل قال:
كنتُ رديفَ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- من جَمع إلى منى، فبينا هو يسير إذ عرض له أعرابيٌّ مُرْدِفٌ ابنةً له جميلةً، وكان يسايرُه. قال: فكنتُ أنظرُ إليها. فنظر إليَّ النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- فقلَبَ وجهي عن وجهها، ثم أعَدْتُ النظرَ، فقلبَ وجهي عن وجهها، حتى فعل ذلك ثلاثًا، وأنا لا أنتهي. قال: فلم يزل يُلَبّي حتى رمى جَمْرةَ العقبة (١).
وفي رواية: فرماها بسبع حصيات، يكبِّر مع كلِّ حصاة (٢).
(٦٠٣٥) الحديث الثاني: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: حدّثنا معمر عن الزهري عن سليمان بن يسار عن ابن عبّاس قال: حدّثني الفضل بن عبّاس قال:
أتتِ امرأةٌ من خَثْعم، فقالت: يا رسول اللَّه، إنّ أبي أدركَتْه فريضةُ اللَّه في الحَجّ وهو شيخ كبير لا يستطيع أن يَثبُتَ على دابّته. قال:"فحُجّي عن أبيك".
أخرجاه (٣).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة عن يحيى بن أبي إسحق قال: سمعتُ سليمان بن يسار قال: حدّثنا الفضل قال:
كنتُ رديف رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فسأله رجل فقال: يا رسول اللَّه، إنّ أبي -أو أُمّي- شيخ كبير لا يثبُتُ على راحلته، أفأحُجُّ عنه؟ قال:"أرأيتَ لو كان عليه دَينٌ فقَضَيْتَه عنه، أكان يَجزيه؟ " قال: نعم. قال:"فاحْجُجْ عن أبيك"(٤).
(١) المسند ٣/ ٣١٨ (١٨٠٥). وصحّح المحقّقون الحديث، وذكروا أن الحكم لا يُعرف له سماع من ابن عبّاس. (٢) في المسند بإسناد صحيح ٣/ ٣٢٣ (١٨١٥): أنّ النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- لم يزل يلبّي حتى رمى جمرة العقبة، فرماها بسبع حصيات، يكبّر مع كلّ حصاة. (٣) المسند ٣/ ٣٢٤ (١٨١٨). ومن طريق الزهري أخرجه البخاري ٤/ ٦٦ (١٨٥٣، ١٨٥٤) ومسلم ٢/ ٩٧٤ (١٣٣٥). (٤) المسند ٣/ ٣٢٢ (١٨١٣) وهو حديث صحيح كسابقه - لكن سليمان لم يدرك الفضل. وينظر تخريج محقّقي المسند للحديث.