(٢٤٧٤) الحديث الرابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا زيد بن الحُباب قال: حدّثني عبد الرحمن بن شُريح قال: سمعت محمد بن سُمير الرُّعَيني يقول: [سمعتُ أبا عامر التُّجِيبي يقول](١) سمعت أبا ريحانة:
كنّا مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في غزاة، فأتَيْنا ذاتَ يوم إلى شَرَفِ فبِتْنا عليه، فأصابنا بردٌ شديد، حتى رأيت من يحفِرُ في الأرض حُفرَةٌ يدخلُ فيها ويلقي عليه بالحَجَفة - يعني التُّرس، فلما رأى ذلك رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- من النّاس نادى:"مَنْ يَحْرُسُنا في هذه الليلة فأدعوَ له بدُعاء يكونُ فيه فَضل؟ " فقال رجل من الأنصار: أنا يا رسول اللَّه. قال:"ادْنُه" فدنا منه فقال: "من أنت؟ " فتسمّى له الأنصاري، ففتحَ رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بالدُّعاء فأكثر منه، قال أبو ريحانة: فلمّا سمعتُ ما دعا به رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقلت: أنا رجل آخر، قال:"ادْنُه: فدنوت، فقال: "من أنت؟ " فقلت: أنا أبو ريحانة. فدعا لي بدعاء هو دون ما دعا للأنصاري. ثم قال: "حُرِّمَت النارُ على عين دَمَعَت -أو بَكَتْ- من خَشية اللَّه عزّ وجلّ. وحُرِّمَتِ النارُ على عينٍ سَهِرَتْ في سبيل اللَّه" (٢).
* * * *
(١) تكملة من المسند. وقال: وقال غيره -يعني غير زيد: أبو علي الجنبي. وفيه اختلاف في المصادر. (٢) المسند ٤/ ١٣٤، والآحاد ٤/ ٣٠١ (٢٣٢٥)، وهو باختصار في النسائي ٦/ ١٥، وصحّحه الألباني. وقال الحاكم ٢/ ٨٣: صحيح، ووافقه الذهبي. على أن الذهبي ذكر الحديث في الميزان - ترجمة محمد بن شمير -أو سمير-٣/ ٥٨٠، وقال: لم يرو عنه سوى عبد الرحمن بن شريح، حديثه عن أبي علي الجنبي عن أبي ريحانة مرفوعًا. وقال الهيثمي ٥/ ٢٩٠: رجال أحمد ثقات.