قال لي رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أتدري ما يوم الجمعة؟ " قلتُ: هذا اليوم الذي جمعَ اللَّه عزّ وجلّ أباكم. قال:"لكنّي أدري ما يوم الجمعة: لا يتطَهّرُ الرجلُ فيُحْسِنُ طُهورَه، ثم يأتي الجمعةَ فيُنْصِتُ حتى يقضيَ الإمامُ صلاتَه، إلا كانت كفّارةً له ما بينَه وبينَ الجمعةِ المُقبلةِ، ما اجتُنِبَت المَقْتَلة"(١).
(٢٢٩٤) الحديث الخامس: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هشيم عن منصور عن الحسن قال:
لما احتُضِرَ سلمانُ بكى وقال: إنّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عَهِدَ إلينا عَهدًا، فتركْنا ما عَهِد إلينا: أن يكون بُلْغَةُ أحدِكم [من الدنيا] كزاد الراكب. قال: ثم نظرنا فيم ترك، فإذا قيمة ما ترك بضعةٌ وعشرون، أو بضعةٌ وثلاثون درهمًا (٢).
وقد رواه الحسن عن مورّق.
(٢٢٩٥) الحديث السادس: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا رجل أنّه سمع أبا عثمان يحدّث عن سلمان:
عن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- أنّه قال:"إنّ اللَّه عزّ وجلّ لَيَسْتحيي أن يَبْسُطَ العبدُ إليه يدَيه يسأله فيهما خيرًا فيَرُدُّهما خائبتَين".
قال يزيد: سمَّوا لي هذا الرجل فقالوا: جعفر بن ميمون (٣).
(١) المسند ٥/ ٤٣٩. ومن طريق أبي معشر زياد بن كليب عن إبراهيم عن علقمة أخرجه النسائي مختصرًا ٣/ ١٠٤، وأخرجه الطبرانيّ ٦/ ٢٣٧ (٦٠٨٩)، وابن خزيمة ٣/ ١١٨ (١٧٣٢)، قال الهيثميّ ٢/ ١٧٧: روى النسائي بعضه، ورواه الطبرانيّ في الكبير، وإسناده حسن. ووثّق ابن حجر رجاله - الفتح ٢/ ٣٧١، وحسن الألباني إسناده. ووردت جملة "ما اجتنبت المقتلة" مرّتين في المخطوطة، ولا يؤيدها ما في المسند والمصادر. والمقتلة: الكبائر. (٢) المسند ٥/ ٤٣٨. وللحديث طرق عديدة عن سلمان: ينظر ابن ماجه ٢/ ١٣٧٤ (٤١٠٤)، والطبرانيّ ١/ ٢٢٧، ٢٦١، ٢٦٨ (٦٠٦٩، ٦١٦٠، ٦١٨٢)، والحاكم ٤/ ٣١٧، وابن حبّان ٢/ ٤٨١ (٧٠٦)، والمجمع ١٠/ ٢٥٧. (٣) المسند ٤/ ٤٣٨ عن يزيد عن سلمان التيميّ عن أبي عثمان. وعن يزيد عن رجل - جعفر بن ميمون عن أبي عثمان. ومن طريق جعفر أخرجه أبو داود ٢/ ٧٨ (١٤٨٨)، وابن ماجه ٢/ ١٢٧٢ (٣٨٦٥)، والترمذي ٥/ ٥٢٠ (٣٥٥٦) وقال: حسن غريب، وروى بعضهم ولم يرفعه. وصحّحه الحاكم والذهبيّ ١/ ٤٩٧، ٥٣٥، وابن حبّان ٣/ ١٦٠، ١٦٣ (٨٧٦، ٨٨٠). وقال ابن حجر في الفتح ١١/ ١٤٣: سنده جيّد. وصحّحه الألباني.