(٢٢٧٨) الحديث السادس والعشرون: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا أبو عاصم عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة بن الأكوع قال:
قال النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "من ضَحَّى منكم فلا يُصْبِحَنَّ بعد ثالثةٍ وفي بيته منه شيء" فلما كان العام المقبل قالوا: يا رسولَ اللَّه، نَفعل كما فَعَلْنا العام الماضي؟ قال:"كُلوا وأَطْعِموا وادَّخروا، فإن ذلك العامَ كان بالنّاس جَهْدَ فأردْتُ أن يفشوَ فيهم".
أخرجاه (٢).
(٢٢٧٩) الحديث السابع والعشرون: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا بِشر بن مرحوم قال: حدّثنا حاتم بن إسماعيل عن يزيد بن أبي عُبيد عن سلمة قال:
خَفَّت أزوادُ الناسِ وأمْلَقُوا، فأتَوا النبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- في نَحر إبلهم، فأذِنَ لهم، فلَقِيَهم عمرُ فأخبَروه، فقال: ما بَقاؤُكم بعدَ إبلكم! فدخل على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: يا رسول اللَّه، ما بقاؤهم بعد إبلهم؟ فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "نادِ في النّاس يأتون بفضل أزوادهم"(٣). فدعا وبَرَّك عليه، ثم دعاهم بأوعيتهم، فاحتثى الناسُ حتى فَرَغوا. ثم قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللَّه، وأنّي رسولُ اللَّه".
* طريق آخر:
حدّثنا مسلم قال: حدّثني أحمد بن يوسف الأزدي قال: حدّثنا النضر بن محمد اليمامي قال: حدّثنا عِكرمة بن عمّار قال: حدّثنا إياس عن أبيه قال:
خرجْنا مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في غَزاة، فأصابَنا جَهْدٌ حتى هَمَمْنا أن نَنْحَرَ بعضَ ظَهْرِنا، فأمرَ نبيُّ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فجَمَعْنا تَزوادَنا، فبسطنا له نِطعًا، فاجتمع زادُ القوم على النِّطع. قال: فتطاولتُ لأحْزِرَه كم هو. قال: حَزَرْتُه فإذا هو كرَبْضَة العَنز (٤)، ونحن أربعَ عشرَ مائة. قال:
(١) المسند ٤/ ٥٥. قال في المجمع ٥/ ٢٥٦: . . وعن إياس بن سلمة بن الأكوع أن أباه حدّثه. . ثم قال: رواه أحمد والطبرانيّ، وفيه سعيد بن إياس ولم أعرفه، وبقيّة رجاله ثقات. وذكر ابن حجر الحديث في الفتح ١٣/ ٤١، وقال: إسناده حسن. (٢) البخاري ١٠/ ٢٤ (٥٥٦٩)، ومسلم ٣/ ١٥٦٣ (١٩٧٤) وعبارة البخاري: "أن تعينوا فيها". (٣) في البخاري ٥/ ١٢٨ (٢٤٨٤): "فبُسِطَ لذلك نِطع، وجعلوه على النطع، فقام رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. . ". (٤) ربضة العنز: مبركها. أي كقدر بروكها.