فسلم والذي أبلى يعافي … وثق باللَّه فهو بنا عليم رحيم
فصل في فضل البكاء من خشية اللَّه تعالى
قال تعالى: ﴿وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا (١٠٩)﴾ (٤).
أي لأنه أولًا يشتمل على التهديد والإنذار المفتت للأكباد، وخوف النار، ورهبة من الجبار.
وثانيًا مشتمل على الجلال والجمال والكمال والنوال والملك والحكمة والعدل والتدبير، والفردانية والوحدانية، وغير ذلك من الصفات الأحدية مما توجب الحسنة والخشوع والشوق إليه وإلى دار كرامته دار الحبور، وإلى رضوانه الذي إذا حل زال الكدر، وحصل الصفا، وزال الضجر.
(١) العاقبة: الجزاء بالخير، وآخر كل شيء أو خاتمته، ومصير كل شيء، ومنها عواقب الأمور. (٢) رامه روما: طلبه، والمرام: المطلب. (٣) كذا بالأصل. (٤) سورة الإسراء (١٠٩). ﴿يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ﴾ جمع ذقن وهى أسفل الوجه، سجدًا: أي له ﷿ على ما أنعم به عليهم من جعله إياهم أهلا إن ادركوا هذا الرسول الذي أنزل عليه هذا الكتاب، ﴿وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ﴾ [الإسراء: ١٠٩] أي خضوعًا للَّه ﷿ وإبمانا وتصديقًا لكتابه ورسوله ﴿وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا﴾ [الإسراء: ١٠٩] أي إيمانًا وتسليمًا كما قال: ﴿وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ (١٧)﴾ وقوله ﴿وَيَخِرُّونَ﴾ عطف صفة على صفة لا عطف السجود على السجود. تفسير ابن كثير (٣/ ٧٠).