الرابع: عن عدي بن حاتم مرفوعا: "من حلف على يمين ثم رأى أتقى للَّه منها فليات التقوى"(١) رواه مسلم أيضا. وليتحلل يمينه مرجحًا ما هو أتقى للَّه، كما قال: ﴿وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُم﴾ (٢) الآية.
الخامس: عن أبي أمامة مرفوعًا: "اتقوا اللَّه وصلوا خمسكم، وصوموا شهركم، وأدوا زكاة أموالكم، وأطيعوا إذا أمركم، تدخلوا جنة ربكم"(٣) رواه الترمذي، وقال: حسن صحيح.
فالجنة من ثمرات التقوى وفوائدها، وناهيك بذلك عظمًا وفخرًا.
وصح أنه ﷺ قال:"لا تصحب إلا مؤمنًا، ولا يأكل طعامك إلا تقي"(٤).
وقال:"المسجد بيت كل تقي"(٥).
فصل فيما أعده اللَّه للمتقين
وكان من حقنا أن نختم به الكتاب، لكنا ذكرناه هنا مسارعة للثواب.
قال تعالى: ﴿يَاعِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (٦٨)﴾ [الزخرف: ٦٨] الآية، وما أبدعها من آية، وأجمعها للإيمان والإسلام، وهذا الجزاء العظيم من أنواع الخدم والمستلذات الشهية، والمناظر البهية مع الدوام، فالكم والكيف لا يوصف.
وقال تعالى: ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (٤٥) ادْخُلُوهَا﴾ إلى قوله:
= ٤٣٧]، وابن أبي شيبة في مصنفه [١٠/ ٢٠٨]. (١) أخرجه مسلم في صحيحه [١٥ - (١٦٥١)] كتاب الأيمان، [٣] باب ندب من حلف يمينًا فرأى غيرها خيرًا منها أن يأتي الذي هو خير ولكفر عن يمينه، وأحمد في مسنده [٢/ ٢١١، ٢١٢]، والبيهقي في السنن الكبرى [١٠/ ٥١، ٥٣]، والهيثمي في مجمع الزوائد [٤/ ١٨٣]. (٢) سورة البقرة [٢٢٤]. (٣) أخرجه أحمد في مسنده [٥/ ٢٥١، ٢٦٢]، والحاكم في مستدركه [١/ ٩، ٣٨٩، ٤٧٣]، والطبراني في المعجم الكبير [٨/ ١٨١، ٢٠٥]، والخطيب في تاريخ بغداد [٦/ ١٩١]، وابن حبان في صحيحه [٧٩٥ - الموارد]، والبخاري في التاريخ الكبير [٤/ ٣٢٦]، والسيوطي في الدر المنثور [٢/ ١٧٦]، وذكره الألباني في السلسلة الصحيحة [٨٦٧]. (٤) أخرجه أحمد في مسنده [٣/ ٣٨]، والحاكم في المستدرك [٤/ ١٢٨]، والدارمي في سننه [٢/ ١٠٣]، والزبيدي في الإتحاف [٤/ ١٢٨]. (٥) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير [٦/ ٣١٣]، والهيثمي في مجمع الزوائد [٢/ ٢٢]، والمنذري في الترغيب والترهيب [١/ ٢٢٠]، والعجلوني في كشف الخفا [٢/ ٢٨٧، ٤١١]، والسيوطي في الدر المنثور [٣/ ٢١٦]، والألباني في السلسلة الصحيحة [٧١٦].