فليُصلّ وإن كان مُفْطِرا فليَطْعم" (١) رواه مسلم. معنى فليُصل: فليدع، ومعنى فليَطعَم: فليأكل.
الفصل الرابع: فيما يقوله من دُعيَ إلى طعام وتبعه غيره
روينا من حديث أبي مسعود البدري قال: "دعا رجل النبي ﷺ لطعام صنعه له خامس خمسة فتبعهم رجل، فلمَّا بلغ الباب قال رسول اللَّه:"إن هذا تبِعنا فإن شئت أن تأذن له وإن شئت رجع". قال: بل آذن له يا رسول اللَّه" (٢) أخرجاه.
الفصل الخامس: في الأكل مما يليه ووعظه وتأديبه من يُسيء أكله
روينا من حديث عمر بن أبي سلمة قال: "كنت غلامًا في حجر رسول اللَّه ﷺ وكانت يدي تطيش في الصَّحْفَةِ، فقال لي رسول اللَّه ﷺ:"يا غلام سَمِّ اللَّه، وكُل بيمينك وكُل مما يليك"(٣) أخرجاه. ومعنى تطيش: تتحرَّك وتمتد إلى نوَاحي الصحفة.
وروينا من حديث سلمة بن الأكوع ﵄:"أن رجلا أكل عند رسول اللَّه ﷺ بشماله فقال: "كُل بيمينك" قال: لا أستطيع. قال: "لا استطعت، ما منعه إلَّا الكبر". قال: فما رفعها إلى فِيه"(٤) أخرجه مسلم.
فصل في النهي عن القِرَانِ بين تمرتين ونحوهما إذا أكل جماعة إلَّا بإذن رفيقه
روينا في الصحيحين من حديث جَبَلَة بن سُحيم قال: "أصابنا عام سنة ابن
(١) أخرجه مسلم في صحيحه [١٠٦ - (١٤٣١)] كتاب النكاح، [١٦] باب الأمر بإجابة الداعي إلى دعوته، وأحمد في مسنده (٢/ ٥٠٧)، وأبو داود في سننه (٢٤٦٠)، والبيهقي في السنن الكبرى (٧/ ٢٦٤)، والتبريزي في مشكاة المصابيح (٢٠٧٨)، وابن حجر في المطالب العالية (٢٣٨٤). (٢) أخرجه البخاري في صحيحه (٥٤٣٤) كتاب الأطعمة، [٣٥] باب الرجل يتكلف الطعام لإخوانه، ومسلم في صحيحه [٣٨ - (٢٠٣٦)] كتاب الأشربة [١٩] باب ما يفعل الضيف إذا تبعه غير من دعاه صاحب الطعام، واستحباب إذن صاحب الطعام لتابع. (٣) أخرجه البخاري في صحيحه (٥٣٧٦) كتاب الأطعمة، [٢] التسمية على الطعام والأكل باليمين، ومسلم في صحيحه [١٠٨ - (٢٠٢٢)] كتاب الأشربة [١٣] آداب الطعام والشراب وأحكامهما، وابن ماجه في سننه (٣٢٦٧)، وأحمد في مسنده (٤/ ٢٦)، وابن أبي شيبة في مصنفه (٨/ ١٠٤)، والبيهقي في السنن الكبرى (٧/ ٢٧٧)، والقرطبي في تفسيره (٤/ ٧٨). (٤) أخرجه مسلم في صحيحه [١٠٧ - (٢٠٢)] كتاب الأشربة، [١٣] باب آداب الطعام والشراب وأحكامهما، وأحمد في مسنده (٤/ ٤٦)، والبيهقي في السنن الكبرى (٧/ ٢٧٧)، والطبراني في =