مجلس في قوله تعالى: ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا﴾ (١) الآية
سبب نزولها أن رجلا دعا اللَّه (٢) عند رجل في صلاته ودعا الرحمن، فقال رجل من مشركي مكة: أليس يزعم محمد وأصحابه أنهم يعبدون ربا واحدا؟ فما بال هذا يزعم ربين اثنين؟! فأنزل اللَّه الآية.
والحسنى تأنيث الأحسن، وهي: الرحمن الرحيم الملك القدوس السلام، ونحوها.
وفي الصحيح من حديث أبي هريرة مرفوعا:"إن للَّه تسعة وتسعين اسما، مائة إلا واحدا، من أحصاها دخل الجنة"(٣).
ومعنى أحصاها: حفظها، وإن لم يعلم معناها.
يلحدون: يكذبون؛ فاشتقوا اللات من "اللَّه"، والعزى من "العزيز"، ومناة من "المنان" ويسمونه بما لا ينطق به كتاب ولا سنة.
﴿سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [الأعراف: ١٨٠] في الآخرة.
قال ابن جريج: بلغنا أن النبي ﷺ قرأ هذه الآية فقال: "هذه لأمتي، بالحق يأخذون ويقضون ويعطون، وقد أعطى اليوم بين أيديكم مثلها، ومن موسى أمة يهدون بالحق وبه
(١) سورة الأعراف (١٨٠). (٢) قال الخطابي وغيره: فيه دليل على أن أشهر أسمائه ﷾: "اللَّه" لإضافة هذه الأسماء إليه، وقد روي أن اللَّه هو اسمه الأعظم، قال أبو القاسم الطبري: وإليه ينسب كل اسم له فيقال: الرءوف والكريم من أسماء اللَّه تعالى، ولا يقال: من أسماء الرءوف أو الكريم اللَّه. [النووي في شرح مسلم (١٥/ ٥) طبعة دار الكتب العلمية]. (٣) أخرجه البخاري في صحيحه (٧٣٩٢) كتاب التوحيد، [١٢] باب إن للَّه مائة اسم إلا واحدا، ومسلم في صحيحه [٦ - (٢٦٧٧)] كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، [٢] باب في أسماء اللَّه تعالى وفضل من أحصاها، والترمذي في سننه (٣٥٠٦، ٣٥٠٧)، وأحمد في مسنده (٢/ ٢٥٨)، والبيهقي في السنن الكبرى (١٠/ ٢٧)، والحاكم في المستدرك (١/ ١٦).