فيتعين الأول فيه، ويتبين أن الرجاء ينافي اليقين من طرفي الوجود والقدم.
ثم باقي الآية فيه تقدير وتحقيق، وتوكيد لا يخفى.
وقال تعالى: ﴿وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ﴾ (٤).
وفيها تبيين عباد اللَّه من هم، وإيضاح محل آيات الوعيد الواقعة في القنوط، بأن المجازاة إلا للكفور.
قيل: المؤمن يُكَفِّر عنه سيئاته بطاعته وحسناته، والكافر يُجازى بكل سوء يعمله.
وهو معنى قول الفراء: المؤمن يُجزَى ولا يُجَازَى أي يُجزَى بالثواب بعمله ولا يُكافأ بسيئاته، وتَمسُّك المرجئة بالآية الكريمة مردود بالبراهين القطعية.
(١) روى أحمد في مسنده (٣/ ٢٣٨) بسنده عن أنس بن مالك قال: سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: "والذي نفسي بيده لو أخطأتم حتى تملأ خطاياكم ما بين السماء والأرض ثم استغفرتم اللَّه تعالى لغفر لكم، والذي نفس محمد بيده لو لم تخطئوا لجاء اللَّه ﷿ بقوم يخطئون ثم يستغفرون اللَّه فيغفر لهم". (٢) سورة الزمر (٥٣). (٣) سورة الأعراف (٩٩). (٤) سورة سبأ (١٧).