فليس منا" (١) رواه أبو داود بإسناد جيد، ومعنى يتغنى يحسن صوته بالقرآن.
وروينا من حديث ابن مسعود قال: قال لي النبي ﷺ: "اقرأ عليَّ القرآن" فقلت: يا رسول اللَّه أقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: "فإني أحب أن أسمعه من غيري" فقرأت عليه سورة النساء حتي بلغت ﴿فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا (٤١)﴾ قال: "أمسك" فإذا عيناه تذرفان (٢) أخرجاه.
[فصل في الحث على سور وآيات مخصوصة]
ثبت في صحيح البخاري من حديث أبي سعيد رافع بن المعلي (٣): "إن الفاتحة أعظم سورة في القرآن وهي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيت" (٤) أي في قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا﴾ معقبًا بوعظ لا تهدن أي مغْنمًا أتيناك أغنى منه.
وفيه من حديث أبي سعيد الخدري: "إن ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١)﴾ [الإخلاص: ١] تعدل ثلث القرآن" (٥) وفي لفظ له: "أيعجز أحدكم أن يقرأ بثلث القرآن في ليلة؟ " فشق ذلك عليهم وقالوا: أيِّنا يطيق ذلك يا رسول اللَّه؟ فقال: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١) اللَّهُ الصَّمَدُ (٢)﴾ ثلث القرآن"(٦).
(١) أخرجه أبو داود في سننه (١٤٧١) كتاب الصلاة، باب استحباب الترتل في القراءة، والبيهقي في السنن الكبرى (١٠/ ٢٣١)، والهيثمي في مجمع الزوائد (٢/ ٢٦٧). (٢) أخرجه البخاري في صحيحه (٤٥٨٢) كتاب تفسير القرآن، من سورة النساء، ٩ - باب: ﴿فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا (٤١)﴾، ومسلم في صحيحه [٢٤٧ - (٨٠٠)]، (٢٤٨) كتاب صلاة المسافرين وقصرها، ٤٠ - باب فضل استماع القرآن وطلب القراءة من حافظه للاستماع والبكاء عند القراءة والتدبر، والترمذي (٣٠٢٥)، وابن ماجه (٤١٩٤)، وأحمد في مسنده (١/ ٣٨٠، ٤٣٣)، والبيهقي في السنن الكبرى (١٠/ ٢٣١)، وابن أبي شيبة في مصنفه (١٠/ ٥٦٣). (٣) أبو سعيد بن المعلى ﵁ الأنصاري المدني يقال اسمه: رافع بن أوس، وقيل: الحارث، وقيل نفيع، صحابي، أخرج له: البخاري وأبو داود والنسائي وابن ماجه، توفي سنة (٧٣) وقيل غير ذلك. ترجمته: تهذيب التهذيب (١٢/ ١٠٧)، تقريب التهذيب (٢/ ٤٢٧)، الجرح والتعديل (٩/ ٣٧٥)، الجمع بين رجال الصحيحين (١٣٢٧)، التاريخ الكبير (٩/ ٣٤)، طبقات ابن سعد (٥/ ٨٧). (٤) أخرجه البخاري في صحيحه (٥٠٠٦) كتاب فضائل القرآن، ٩ - باب فاتحة الكتاب. (٥) أخرجه البخاري في صحيحه (٥٠١٣) كتاب فضائل القرآن، ١٣ - باب فضل ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١)﴾ [الإخلاص: ١]، وانظر أرقام (٦٦٤٣، ٧٣٧٤). (٦) أخرجه البخاري في صحيحه (٥٠١٥) كتاب فضائل القرآن، ١٣ - باب فضل ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١)﴾ كتاب صلاة المسافرين وقصرها، ٤٥ - باب فضل قراءة ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١)﴾ =