للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

دينه (١).

وكانت الحمس من دينهم: إذا أحرموا أن لا يدخلوا بيتا من البيوت، ولا يستظلون تحت سقف بيت، ينقب أحدهم نقبا في ظهر بيته، فمنه يدخل إلى حجرته ومنه يخرج، ولا يدخل من بابه، ولا يجوز تحت أسكفة بابه ولا عارضته. فإن أرادوا بعض أطعمتهم ومتاعهم، تسوروا من ظهور (٢) بيوتهم وأدبارها، حتى يظهروا على السطوح، ثم ينزلون في حجرهم (٣)، ويحرمون أن يمروا تحت عتبة صلى الله الباب، فكانوا على ذلك (٤) حتى بعث الله نبيه محمدا (٥)، فأحرم عام الحديبية (٦)، فدخل بيته. قال: وكان معه رجل من الأنصار، فوقف الأنصاري بالباب، فقال له النبي (٧): ألا تدخل؟ فقال الأنصاري: إني أحمسي يا رسول الله، فقال رسول الله : وأنا أحمسي ديني ودينك سواء، فدخل الأنصاري على رسول الله كما رآه دخل من بابه، فأنزل الله : ﴿وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها﴾ [البقرة: ١٨٩]. وكانت الحلة تطوف بالبيت أول ما يطوف الرجل والمرأة في أول


(١) شفاء الغرام (٢/ ٧٦).
(٢) في ب، ج: ظهر.
(٣) في ب، ج: حجرتهم.
(٤) في ب، ج: كذلك.
(٥) إتحاف الورى (١/ ٦٦).
(٦) الحديبية: موضع مشهور في طريق جدة القديم، يعرف اليوم ب «الشميسي» لأن رجلا يحمل هذا الاسم حفر هناك بئرا، قيل لها «بئر شميسي» فأطلق على تلك المنطقة «الشميسي». وتبعد الحديبية عن المسجد الحرام قرابة (٢٥) كم. وفيها مسجد حديث إلى جنب مسجد قديم هو اليوم خراب، مبني بالحجر الأسود والجص، ويقربه أكثر من بئر، أقيم على بعضها مزارع، وأقيم بقرب المسجد حدائق حديثة.
(٧) قوله: «النبي» ليس في ب، ج.

<<  <  ج: ص:  >  >>