١٠٤٦ - قال: حدثنا أبو الوليد، قال: حدثني جدي، قال: حدثنا سفيان، عن عمرو بن دينار، عن عكرمة، قال: كان بمكة ناس قد دخلهم الإسلام ولم يستطيعوا الهجرة، فلما كان يوم بدر، خرج بهم كرها، فقتلوا، فأنزل الله فيهم: ﴿إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا * إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا * فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم وكان الله عفوا غفورا﴾ [النساء: ٩٧ - ٩٩]، فكتب بذلك من كان بالمدينة إلى من كان بمكة ممن أسلم، فقال رجل من بني بكر - وكان مريضا: أخرجوني إلى الروح، يريد المدينة، فخرجوا به، فلما بلغوا الحصحاص، مات، فأنزل الله: ﴿ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله [ثم يدركه الموت](٢) … إلى آخر الآية﴾ [النساء: ١٠٠].
(١) هذه المقبرة لا زالت قائمة، وتقع على يمين الهابط من (ريع الكحل) يريد الزاهر، بأصل الجبل، وتبعد عن أول جسر ريع الكحل قرابة المائتي متر. وقد شق طريق في هذه المقبرة بعرض يقارب الستة أمتار، ليصعد إلى العمائر الحديثة التي أقيمت في سفح الجبل، فوق المقبرة، فصارت المقبرة كأنها مقبرتان، وقد سورتا بسور قدر قامة الإنسان، ووضع لها بابان من حديد مشبكان، ولا دفن فيها اليوم، ولأن الذين حول هذه المقبرة يجهلون حرمة الموتى، فقد تراهم يلقون في هذه المقبرة بعض مخلفاتهم، حتى يخيل للرائي أنها ليست مقبرة، ولا حول ولا قوة إلا بالله. ١٠٤٦ - إسناده صحيح. أخرجه الفاكهي (٤/ ٦٢ - ٦٣ ح ٢٣٨٢)، والبيهقي (٩/ ١٤ ح ١٧٥٣٧) كلاهما من طريق: سفان، به. وذكره الطبري في تفسيره (٥/ ٢٣٩)، والسيوطي في الدر المنثور (٢/ ٢٠٨) وعزاه لعبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر. (٢) قوله: ﴿ثم يدركه الموت﴾ زيادة من ب، ج.