قصي رجلا جليدا، حازما، بارعا، فخطب إلى حليل بن [حبشية](١) بن سلول الخزاعي ابنته حبى (٢)، فأثبت (٣) حليل النسب وعرف (٤) ورغب في الرجل، فزوجه - وحليل يومئذ يلي الكعبة وأمر مكة - فأقام قصي معه (٥)، وولدت حبى لقصي (٦): عبد الدار - وهو أكبر ولده - وعبد مناف، وعبد العزى، وعبدا بني قصي.
فكان حليل يفتح البيت، فإذا اعتل أعطى ابنته حبى المفتاح ففتحته، فإذا اعتلت أعطت المفتاح زوجها قصيا أو بعض ولدها فيفتحه، وكان قصي يعمل في حيازته إليه، وقطع ذكر خزاعة عنه. فلما حضرت حليلا الوفاة نظر إلى قصي وإلى ما انتشر له من الولد من ابنته، فرأى أن يجعلها في ولد ابنته، فدعا قصيا فجعل له ولاية البيت وأسلم إليه المفتاح، وكان يكون عند حبى.
فلما هلك [حليل](٧) أبت خزاعة أن تدعه وذاك، وأخذوا المفتاح من حبى.
فمشى قصي إلى رجال من قومه من قريش وبني كنانة، ودعاهم إلى أن يقوموا معه في ذلك وأن ينصروه ويعضدوه، فأجابوه إلى نصره.
وأرسل قصي إلى أخيه لأمه رزاح بن ربيعة وهو ببلاد قومه من قضاعة يدعوه إلى نصره، ويعلمه ما حالت خزاعة بينه وبينه من ولاية البيت، ويسأله الخروج إليه بمن (٨) أجابه من قومه فقام رزاح في قومه فأجابوه إلى ذلك، فخرج رزاح بن
(١) في أ: حبيشة، وفي ج: خشبة. والمثبت من ب. (٢) في ب، ج زيادة: «ابنة حليل». (٣) في ب، ج: فعرف. (٤) قوله: «وعرف» ساقط من ب، ج. (٥) في أزيادة: «حبى». (٦) في ب، ج: له. (٧) في أ: حليلا. (٨) في ج: لمن.