وصل في نية الوقف، كما قرأ بعضهم (١): {فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ} فأثبت هذه "الهاء"، ونحوها في الوصل، على نية الوقف، وإن كان الفصل بين النطقين (٢) قصير الزمان. قال أبو عليّ (٣): وأحسن القراءتين: {لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي}.
قال أبو الحجاج: والأصل في هذا: {لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي}(٤) فخفّفت الهمزة بحذفها، ونقلت حركتها (٥) إلى ما قبلها، فصار اللّفظ:"لكِنَن"، فاجتمع المثلان، فوجب الإدغام، فأسكنت النون الأولى، وأدغمت في النّون الثَّانية المتحركة، فصار اللّفظ "لكنَّ" في الوصل، وفي الوقف "لكنَّا"، يلحق "الألف" للوقف. والأصل في "أنا": "الهمزة والنون"، وتكتب بالألف استعدادًّا للوقف عليها؛ إذْ أكثر الخط موضوع على الوقف. ويقال في الوقف عليها أيضًا:"أنه""بالهاء".
(١) هم السبعة ما عدا حمزة والكسائي، وتنظر: الحجة ٣/ ٣٥٠ - ٣٥٣، والتيسير ١٠٥، والكشف ١/ ٤٣٩. والآية ٩٠ من سورة الأنعام. (٢) في ح "النقطتين" وفي الأصل "القطعين" والمثبت عن السيرافي في ضرورة الشعر. (٣) التكملة ٢٨. (٤) في الأصل "لكن أن". (٥) "كتها" ساقطة من ح، وفيها "لاكنن".