فعطف "ساعة"، ولم يصفها، قيل: لما كانت السَّاعة مشاركة لليوم في الصفة، جاز أنْ تحذف في اللّفظ، وهى مرادة في المعنى، فصارت كالملفوظ بها، كما أنَّ قولهم:"زَيْدٌ ضَربْتُ أباهُ وعمرو" الجملة المحذوفة منها، بمنزلة الملفوظ بها، فـ "الساعة" في المعنى موصوفة، وليس "الأسرى" كذلك؛ لأنَّ "الأسرى" لا توافق (٣) صفتهم صفة "الرفد". وإنْ شئت قلت: إنَّ الإراقة إتلاف، فكأنّه قال: رُبّ رفد أتلفته، ومُستأسرين من العداة أتلفتهم، فيكون على هذا متعلقًا "بالأسرى"، والصفة محذوفة من اللفظ، لدلالة ما تقدّم من اللفظ (٤) عليها، ولا يكون قول امرئ (٥) القيس: على تقدير: رُبّ يوم وساعةٍ قد لهوت فيهما أو لوتهما، يريد على مذهب
(١) في ح "ففى". (٢) "امرؤ القيس" ساقط من ح. والبيت في الديوان ٢٩، والقيسي ٢٨٥، والمقرب ١/ ١٩٩، والتصريح ٢/ ١٨. (٣) في ح "يوافق". (٤) "من اللفظ" ساقط من ح. (٥) في ح "أمر".