وخص ذلك الربعي (١) فقال: دلّ عليه "تروحي"، [وعلى حذف هذا النَّاصب، اكتفاء بفهم المخاطب](٢).
وجلبهما (٣) أبو عمر في "الفرخ" على هذا النحو (٤)، ومن ثم نقلهما أبو علي. قال أبو عمر: وفي القرآن العظيم (٥): {انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ}(٦).
قال أبو علي: فنصب "خيرًا" بفعل مضمر (٧) ولم يظهر؛ لدلالة الحال عليه، والاستغناء بها عنه؛ لأن الدّعاء إلى التوحيد كان قائمًا معلومًا، ولا يجوز أنْ يكون المعنى:"انتهوا انتهاء (٨) خيرًا لكم" كما ذهب إليه أبو زكريا (٩)؛ لأنَّه لا يقع على هذا دعاء إلى التوحيد، [وليس المراد النهي عن التثليث فقط، ولكن النهي عنه والتزجية إلى التَّوحيد](١٠)، فالوجه قول الخليل.
(١) هو أبو الحسن علي بن عيسى الربعي، المتوفى سنة ٤٢٠ هـ، قرأ على الفارسي بشيراز عشرين سنة، وقال عنه: "قولوا لعلي البغدادي: لو سرت من الشرق إلى الغرب لم تجد أنحى منك وهو من شراح الإيضاح". نزهة الألباء ٣٤١. (٢) ساقط من الأصل. (٣) في ح "استشهد بهما أبو عليّ في الفرخ" وهو خطأ. (٤) "على هذا النحو" ساقط من ح. (٥) في ح "قوله تعالى". (٦) سورة النساء، الآية: ١٧١. (٧) في الأصل "آخر". (٨) "انتهاء" ساقط من ح. (٩) ينظر: معاني القرآن ١/ ٢٩٥ - ٢٩٦، وينظر: الكتاب ٢٨٢ - ٢٨٣. (١٠) ساقط من ح.