والمُعَنَّى: المُنْصب (١) المتعبُ، أو (٢) المذلل المأسور، وقوله:"قضى (٣) كلّ ذي دين" مجاز واستعارة، وإن كان فيه إلى تقدّم عِدَةٍ إشارة. على أنَّ هذا قد قيل، لكن اختصرت ذكره؛ لئلا أطيل.
وفي "زهر الآداب"(٤): أنَّ عَزَّةَ دَخلت على عبد الملك بن مروان فقال لها: أنت عَزَّةُ كُثّير؟ قالت: أنا أم بكر الضمرية، فقال لها: يا عَزَّةُ هَلْ تروين من شعر كُثيِّر شيئًا؟ قالت: ما أعرفه، ولكن سمعت الرواة ينشدون له:
وَقَدْ زَعَمَتْ أنَّى تَغَّيرْتُ بَعْدَها … ومَنْ ذا الذي يا عَزَّ لا يتغيَّرَ
فقالت (٧): ما سمعت هذا، ولكن سمعتهم ينشدون:
كأَنَّى أُنادي صخرةً حينَ أَعرضَتْ … من الصُّم لو تَمْشي بها العُصْم زلَّتِ
غَضَوبا فما تلقاكَ إلَّا بخيلَةً … فَمنْ ملَّ منها ذلك الوصلُ ملَّتِ
(١) "المنصب" ساقط من ح. (٢) في الأصل "و". (٣) في ح "مضى". (٤) "وثمر الألباب" لأبى إسحاق الحصري، والنص فيه ١/ ٢٢٢. (٥) ساقط من ح، وفيها بدله "البيت" وقد سبق تخريجه، وهو الشَّاهد التاسع. (٦) في ح "قال أفتروين" وينظر: الديوان ٣٢٨، والأمالي ٢/ ١٠٧. (٧) في ح "قالت" وينظر المصدر نفسه ٩٧، ٩٨.