ويروى:"ما أَمْسَى". وأمَّا قوله:"يقطرن". فهو المستعمل في مثل هذا. يقال: سيفه يقطُر دمًا، ولم تجو العادة بأَنْ يقال: سيفه يسيل دمًا (٢)، أو يجرى دمًا، ومثله [ما أنشده المبرد (٣) لطرفة] (٤):
وأَسْيَافُنَا يَقْطُرْنَ مِنْ كَبْشِهِ دَمًا
مع أنَّ "يقطر" أمدح؛ لأنّه يدلّ على مضاء السّيف، وسرعة خروجه عن الضّريبة، حتّى لا يكاد يعلق به دمٌ، [ولولا أنّ حسّان، إنّما أراد بذكره القطر، اتصال سفك سيوفهم للدّماء، من مواقعة الأعداء؛ لكان وصفها بتعلق الدّم بها كالهجاء](٥). وقوله:"من نجدة" أَيْ؛ من شجاعة وشدّة، وهي للجنس، ولذلك دخلت عليها "من"؛ للبيان
(١) في الأصل "لأنه … قال"، وينظر الدّيوان ٣٥. وفي في ح "ما أمسى" "ويروى ما أمسى" ساقط منها وهي رواية الدّيوان. (٢) في ح "الدم أو يحرى". (٣) الكامل ٣/ ١٣٩٣. (٤) ساقط من ح، والشّاهد في ديوان طرفة ١٩٥، وصدره: وأي خميس لا أفأنا نهابه (٥) ساقط من ح.