وكذا حكى يعقوب (١): أنَّ النَّهْسَ المد بالفم] (٢). وقال أيضًا (٣): سمعت الكلابي (٤) يقول: انتهسه (٥) الذئب والكلبُ والحيّة إذَا عضته عضة سريعة مَشْقَة (٦). وقال بندار: النَّهس: بمقدّم الفم. والنّهش: بالأنياب وما يليها [من الأضراس. وقيل: النَّهش: مضغ بتأثير دون الجذب. وقال ابن قتيبة (٧): نهش الكلاب: عض، ونهش الحيّات: لسع. وقال الجاحظ (٨): قيل: إن النهش للسّباع والكلاب، والنَّهش للحيّات.
قال أبو الحجّاج: أصل النّهس: التّناول بالفمّ للأكل. قال الكنديّ (٩) يصف إبلًا:
فيبتن يَنْهَسْنَ الجَبُوبَ بِهَا … وَأَبِيتُ مُرْتفقًا على رَحْلِي
أَلا ترى كيف وصفها بتناول المدر، لعدم العشب والشّجر.
(١) الألفاظ ٥٢٤. (٢) ساقط من ح. (٣) في ح "وقيل". (٤) هو أبو صاعد الكلابي يزيد بن محيا الرواية. "الأبناه ٤/ ١١٤". (٥) في ح "نهشه"، وفي الألفاظ "وانتهشه". (٦) "مشقة" ساقط من ح. مشقة أي سريعة. (٧) ينظر أدب الكاتب ١٩٨ مع بعض الاختلاف. (٨) ينظر الحيوان ٤/ ٢٥٢. (٩) هو امرؤ القيس، والبيت في ديوانه ٢٣٧، والجبوب: الأرض ذات المدر.