وقال أبو حاتم والزِّياديّ (١): الجَهْرَم: البساط من الشَّعَرِ، والجمع: جَهَارِم (٢). قال أبو الحجَّاج (٣): فليس فيه على هذا نسبُ، ولا تأويل حذف مضافٍ. وقال صاحب العين (٤): جعل "الجَهْرَم" اسمًا بإخراج ياءيّ النّسب منه، وأراد رؤبة بذلك: السَّراب؛ ولذلك قال:"لا يُشْتَرى"، وهذا كقول الكنديّ (٥):
تُكْسَى ملاءَ مُنشَرًا
وجواب "رُبّ" المقدّرة يأتي بعد أبيات كثيرة (٦)، وهو:
قَطَعْتُ أَمًّا قَاصِدًا تَيّممهْ … إلى ابن مَجْدٍ لَمْ يُخَرَّقْ أَدَمُه
أَيْ؛ لم يقدحٍ في عرضه، يعني آبا العبّاس (٧) السّفَّاح، أو المنصور أخاه. وأمًّا (٨) قصدًا لم أتعَرّض لغيره. وتيمّمه: قَصده، وهو مرتفع بقوله:
(١) هو أبو إسحاق إبراهيم بن سفيان الزيادي النّحويّ اللّغوي الأديب المتوفى سنة ٢٤٩. "نزهة الألباء ٢٠٥". (٢) في ح "جهارمة" "وأراد رؤبة بذلك هنا السراب، ولذلك قال لا يشترى وجواب رب … ". (٣) "قال أبو الحجَّاج" ساقط من ح، وفيها "فليس فبه على هذا القول نسب ولا هو على حذف مضاف". (٤) العين ٤/ ١١٧. (٥) هو امرؤ القيس، والشَّاهد في ديوانه ٦٣ وهو بتمامه: تقطع غيظانًا كأنّ متونها … إذا أظهرت تكسى ملاء منشرا وفي الأصل "نكسا". (٦) "كثيرة" ساقط من ح، وينظر الدّيوان ١٥٠. (٧) "أبا العبّاس" ساقط من ح، وفيها "والمنصور". (٨) في الأصل "وأما يعني قصدًا".