[ويُقال، لِطَرِيّ النبات: الخضْبُ. وقال الأصمعيّ: الخاضِبُ: الذي اخْضَرّت لَه الأرض. وقيل: بل سُمّى بذلك؛ لأنَّه إذا أكل الربيعَ احْمَرّت أطراف رِيشه، وساقاه، فكأنَّه على النَّسب، أَيْ؛ ذو خِضاب، فيرجع إلى معنى: مخضوب، كما قالوا:{فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ}(١): أَيْ؛ ذات رِضًا؛ أَيْ؛ مَرضيٌّ عنها، ويُقَال: مَرْضُوّ أيضًا، والتَّاء فيهما للمبالغة. وقوله] (٢): "أذاك": مرتفع (٣) بالابتداء، وخبره محذوف، [للدّلالة عليه بما تقدّمه من الكلام](٤). وكذلك "خاضب"(٥) ارتفع على خبر مبتدأ مضمر تقديره: أَمْ مُشْبِهُها خاضب. ويجوز أنْ يرتفع (٦)"خاضب" على أَنَّه فاعل بفعل مضمر تقديره: أم يشبهها، ويؤيّد هذا التأويل لفظ الاستفهام [الذي هو بالفعل أولى](٧)، وينبغى (٨) أن يحمل "ذاك" على أنّه فاعل [أيضًا؛ لمكان همزة الاستفهام، والتّقدير في فعله: أيشبهها ذاك، فتعتدل الجملتان، وإنْ شئت حملت الأوّل على الفعل، والآخر على الابتداء، وإِنْ شئت بالعكس، فهذا كلّه جائز حسن؛ لأنَّ الجملة المبتدئية تعطف على الجملة الفعليّة،
(١) سورة الحاقة: ٢١، وينظر إعراب القرآن ٣/ ٤٩٩. (٢) من قوله "ويقال لطري" حتى "قوله" ساقط من ح. (٣) في ح "ترفعه … والخبر". (٤) ساقط من ح. (٥) في ح "وكذلك ترفع أم". (٦) في ح "ترفع خاضب بأنه … دل عليه متقدم الكلام ويؤيّده … ". (٧) ساقط من ح. (٨) في ح "وكذلك يجوز أن ترفع ذاك بفعل مضمر"، وفي الأصل "ذلك".