قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: ومن الأعراب من يصدِّق الله ويقرّ بوحدانيته، وبالبعث بعد الموت، والثواب والعقاب، وينوي بما ينفق من نفقة في جهاد المشركين، (١) وفي سفره مع رسول الله صلى الله عليه وسلم (قربات عند الله) ، و"القربات" جمع "قربة"، وهو ما قرَّبه من رضى الله ومحبته = (وصلوات الرسول) ، يعني بذلك: ويبتغي بنفقة ما ينفق، مع طلب قربته من الله، دعاءَ الرسول واستغفارَه له.
وقد دللنا، فيما مضى من كتابنا، على أن من معاني "الصلاة"، الدعاء، بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع. (٢)
* * *
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
١٧٠٩٥- حدثني المثنى قال، حدثنا أبو صالح قال، حدثنا معاوية، عن علي،
(١) في المطبوعة: "ينوي بما ينفق"، وأثبت ما في المخطوطة، وهو صواب. (٢) انظر تفسير " الصلاة " فيما سلف من فهارس اللغة (صلا) .