فقرأته عامة قراء المدينة والحجاز والبصرة وبعض الكوفيين:(وَأَمَّا الَّذِينَ سَعِدُوا) ، بفتح السين.
* * *
وقرأ ذلك جماعة من قراء الكوفة:(وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا) ، بضم السين، بمعنى: رُزِقوا السعادة.
* * *
قال أبو جعفر: والصواب من القول في ذلك، أنهما قراءتان معروفتان فبأيتهما قرأ القارئ فمصيبٌ الصوابَ.
* * *
فإن قال قائل: وكيف قيل: (سُعِدُوا) ، فيما لم يسمَّ فاعله، ولم يقل:"أسعدوا"، وأنت لا تقول في الخبر فيما سُمِّى فاعله:"سعده الله"، بل إنما تقول:"أسعده الله"؟
قيل ذلك نظير قولهم:"هو مجنون " و"محبوب"، (١) فيما لم يسمَّ فاعله، فإذا سموا فاعله قيل:"أجنه الله "، و"أحبه"، والعرب تفعل ذلك كثيرًا. وقد بينا بعض ذلك فيما مضى من كتابنا هذا. (٢)
* * *
وتأويل ذلك: وأما الذين سعدوا برحمة الله، فهم في الجنة خالدين فيها ما دامت
(١) في المطبوعة والمخطوطة: " هو مجنون، محبوب "، والأجود الفصل بالواو. (٢) غاب أيضًا عني مكانه، فمن وجده فليقيده.