قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: (واتل) على هؤلاء المشركين الذي قالوا: (اتخذ الله ولدًا) ، من قومك (١) = (نبأ نوح) ، يقول: خبر نوح (٢)(إذ قال لقومه يا قوم إن كان كبر عليكم مقامي) ، يقول: إن كان عظم عليكم مقامي بين أظهركم وشقّ عليكم، (٣) = (وتذكيري بآيات الله) ، يقول، ووعظي إياكم بحجج الله، وتنبيهي إياكم على ذلك (٤) = (فعلى الله توكلت) ، يقول: إن كان شق عليكم مقامي بين أظهركم، وتذكيري بآيات الله، فعزمتم على قتلي أو طردي من بين أظهركم، فعلى الله اتكالي وبه ثقتي، وهو سَنَدي وظهري (٥) = (فأجمعوا أمركم) ، يقول: فأعدُّوا أمركم، واعزموا على ما تنوُون عليه في أمري. (٦)
* * *
يقال منه:"أجمعت على كذا"، بمعنى: عزمت عليه، (٧)
ومنه قول النبي
(١) انظر تفسير " التلاوة " فيما سلف من فهارس اللغة (تلا) . (٢) انظر تفسير " النبأ " فيما سلف ص: ١٠٢، تعليق: ٣، والمراجع هناك. (٣) انظر تفسير " كبر " فيما سلف ١١: ٣٣٦، ٣٣٧. (٤) انظر تفسير " التذكير " فيما سلف من فهارس اللغة (ذكر) . (٥) انظر تفسير " التوكل " فيما سلف ١٤: ٥٨٧، تعليق: ٣، والمراجع هناك. (٦) في المطبوعة: " وما تقدمون عليه "، وفي المخطوطة: " وما سومون " غير منقوطة، وهو وهم من الناسخ، والصواب الذي أرجحه، ما أثبت، لأن " الإجماع " هو إحكام النية والعزيمة. (٧) انظر معاني القرآن للفراء ١: ٤٧٣، وقد فصل القول فيه هناك.