قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: واذكر أيضًا، يا محمد، من خطأ فعل هؤلاء القوم، وخلافهِم على ربهم، وعصيانهم نبيَّهم موسى عليه السلام، وتبديلهم القولَ الذي أمروا أن يقولوه حين قال الله لهم:"اسكنوا هذه القرية"، وهي قرية بيت المقدس (١) = "فكلوا منها"، يقول: من ثمارها وحبوبها ونباتها= "حيث شئتم"، منها، يقول: أنّى شئتم منها= "وقولوا حطة"، يقول: وقولوا: هذه الفعلة "حِطّةٌ"، تحطُّ ذنوبنا (٢) = "نغفر لكم"، يتغمد لكم ربكم= "ذنوبكم"، التي سلفت منكم، فيعفو لكم عنها، فلا يؤاخذكم بها. (٣) = "سنزيد المحسنين"، منكم، وهم المطيعون لله، (٤) على ما وعدتكم من غفران الخطايا.
* * *
وقد ذكرنا الروايات في كل ذلك باختلاف المختلفين، والصحيح من القول لدينا فيه فيما مضى، بما أغنى عن إعادته. (٥)
* * *
(١) (١) انظر تفسير ((القرية)) فيما سلف ٢: ١٠٢، ١٠٣. (٢) (٢) انظر تفسير ((الحطة)) فيما سلف ٢: ١٠٥ - ١٠٩. (٣) (٣) انظر تفسير ((المغفرة)) فيما سلف من فهارس اللغة (غفر) . (٤) (٤) انظر تفسير ((الإحسان)) فيما سلف من فهارس اللغة (حسن) . (٥) (٥) انظر ما سلف في تفسير نظيرة هذه الآية ٢: ١٠٢ - ١١٢.