قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: وأورثنا القوم الذين كان فرعون وقومه يستضعفونهم، فيذبحون أبناءهم، ويستحيون نساءهم، ويستخدمونهم تسخيرًا واستعبادًا من بني إسرائيل (١) = مشارق الأرض الشأم، وذلك ما يلي الشرق منها = "ومغاربها التي باركنا فيها"، يقول: التي جعلنا فيها الخير ثابتًا دائمًا لأهلها. (٢)
وإنما قال جل ثناؤه:(وأورثنا) ، لأنه أورث ذلك بني إسرائيل بمهلك من كان فيها من العمالقة.
* * *
وبمثل الذي قلنا في قوله:(مشارق الأرض ومغاربها) ، قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
١٥٠٤٣ - حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا يحيى بن يمان، عن إسرائيل، عن فرات القزاز، عن الحسن في قوله:(وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق في الأرض ومغاربها التي باركنا فيها) ، قال: الشأم.
١٥٠٤٤ - حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا إسرائيل، عن فرات القزاز قال: سمعت الحسن يقول، فذكر نحوه.
١٥٠٤٥ - حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا قبيصة، عن سفيان، عن فرات
(١) انظر تفسير ((الاستضعاف)) فيما سلف ١٢: ٥٤٢. (٢) انظر تفسير ((البركة)) فيما سلف من فهارس اللغة (برك)