تتألف من أجزاء ثلاثة خالصة، وهي بذلك تحقق عيني لفرع عن إحدى نسختي ابن خير الثلاثية التجزئة (١)، التي يلتقي سندها مع صاحبتنا في قاسم بن أصبغ. أما أختها فتقع في جزئين فقط، وهي التي رواها ابن خير من طريق شيخه أبي محمد ابن عتاب، من رواية خالد بن النضر، ويبدو أنها وقعت له منضمة إلى كتاب العلل، فتكون بمجموعها ثلاثة أجزاء (٢).
ولا تنضبط أجزاء نسختنا في عد صفحاتها على الجاري في عرف النساخ، من اطراد التساوي فيه، ولكنها مع ذلك تتقارب، بما يشي أن الأمر منضبط في الأصل المنقول عنه، فيقع للأول ٣٤ صفحة ونصف، وللثاني ٢٦ صفحة ونصف، وللثالث ٣٠ صفحة؛ فيكون الجموع ٤٥ ورقة تقريبا.
وقد ذهل الناسخ عن إثبات بداءة ثاني الأجزاء، ثم تلافاه في الطرة على عجل، وعذيره متابعة الأصل، ولولا أنه سقط مع قدر من النص لم يعبأ به، ولا ألقى إليه بالا، ولا وقف له على طلل، ضرورة خلوه من المواد المسعدة للنساخ، الآخذة بلباتهم برفق، إلى مصاف العلماء المتقنين، وما أسعد المحقق الذي ترفده الأقدار بنسخة زبرها عالم بصير، عكف على تصحيحها وتوثيقها؛ فإنها تعفيه من ضنك شدما أخذ بالخناق.