كان من جد الكتاب أن يطير صيته كل مطار، فينفق عند العلماء وصاحبه بعد حي، حتى إذا أتت على وفاته حجج قليلة، انبثت النقول عنه في التصانيف، فأفاد منه تلاميذه على الخصوص، ومنهم الإمام البخاري في تاريخيه الأوسط والكبير. ونقل عنه بتصريح أبو أحمد العسكري (ت ٣٨٢ هـ)، في تضحيفات المحدثين (١)، وسماه «كتاب التاريخ»، وهو عين ما سيتوارد عليه الذين أفادوا من الكتاب أو روؤه، كالذهبي (٢)، ومغلطاي - بواسطة (٣)، والروداني (٤). وأما ابن حجر (٥)، فقد أفاد منه في مواضع كثيرة يقول في بعضها:«قال الفلاس في تاريخه»، مع أنني أظنه يتلقف النقول عنه بواسطة إذ لم ينقل عنه إلا ما سبق إليه، ولم يسمه ضمن مروياته في ثبت مسموعاته الضخم.