ومثاله أيضا قوله:«أبو طلق، الذي روى عن جدته، عن علي: في الدية اثنا عشر ألفا؛ اسمه: عدي بن حنظلة. وسمعت ابن داود يقوله»(١)، وتكرر له هذا بعد ورقات، بنقصان «اثنا عشر ألفا»(٢). ولعل هذا الملحظ في التكرار يجعل التساؤل مشروعا عن حقيقة تصنيف الكتاب: أكان مبادرة شخصية، أم كان إملاء على الطلبة؟ فإن تكرار بعض المعطيات من سمات التداول الشفوي، لعلة تعدد مجالس السماع.
- أنه أدرج داخل فضل أسماء وكنى التابعين من الكوفة ووفيات أربعة منهم، من غير أن تكون منسوقة بما يمهد لها (٣)، وتقدم ذكر الوفيات قبل ذلك مفردة.
[ح ـ ما وقع فيه من الوهم]
يرتقي الكتاب إلى مرحلة التأصيل، ولذلك تدولت مادته على نطاق واسع، وترددت في كتب العلماء، فعارضوها بأصول أخر، فانماز لديهم صريح القول وهجينه، ولا نسبة بين مواضع الوهم فيه وبين بقيته؛ فهي قليلة غاية، وإنما سقنا المثالين بعد أخذا بإخذ من سبقنا:
١ - تسميته لوالد عيسى أبي سنان القسملي «سلمان»(٤)، وهو خطأ، إنما اسمه «سنان»، ولا يدعى فيه وقوع التضحيف في نسختنا؛ فإنه كذلك في نسخ ابن عساكر، وقد تعقبه.
٢ - عند ترجمة محمد بن عبد الله بن المثنى الأنصاري، فإنه قال:«مات سنة إحدى وثمانين»(٥)، وتعقبه قاسم بن أصبغ في تاريخ الوفاة، وزاد أن الترمذي حدثه
(١) التاريخ: ٢٩ و. (٢) التاريخ: ٣٠ ظ. (٣) عند قوله: «ومات طارق بن شهاب سنة ثلاث وثمانين»، وما بعده. (٤) التاريخ: ٢٣ ظ. (٥) التاريخ: ١٨ و.