وكبيان الفرق بين مصطلحات في التعديل، بعضها أعلى من بعض؛ مثل قوله:«سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: حدثنا أبو خلدة، عن أبي العالية؛ فقال له رجل: أكان ثقة؟ قال: كان صدوقا، وكان خيارا، وكان مأمونا، الثقة: شعبة وسفيان»(١).
وكسوق حكايات تتضمن معنى الجرح المفسر، مثلما في قوله:«سمعت يحيى بن سعيد يقول: ذهبت أنا وعوف نعود الصلت بن دينار، فذكر الصلت عليا فنال منه، فقال له عوف: ما لك يا أبا شعيب، لا رفع الله صرعتك!»(٢).
د - شيوخه المذكورون في تاريخه (٣):
عدتهم خمسون شيخا، هم على الأصح زبدة مشيخته وأعلاها ونخبتها التي يبأى بها كل راو، وكثرتهم الكاثرة بضريون، ثقات، من رجال التقريب، والقلة القليلة التي سقطت في ميزان النقد، من العباد الذين غلب دينهم على علمهم كالنضر (٤) ابن كثير السعدي، فهذا وإن كان ضعيفا، إلا أن الفلاس «كان يعده من الأبدال»(٥).
وبعضهم ممن رمي بالقدر، من غير أن تزايله صفة الصدق، وبدهي أن يكون كل أولئك بصريين؛ فقد استأسد القول بالقدر في مدينتهم، حتى عزي إلى يحيى بن
(١) كتاب المجروحين: (٤٩/ ١). (٢) المجروحين: (٣٧٥/ ١)؛ الكامل: (٤/ ٨٠)؛ الضعفاء الكبير: (٢٠٩/ ٢؛ ر: ٧٤٣)؛ تاريخ دمشق: (٢٤/ ١٩٨؛ تهذيب الكمال: ١٣/ ٢٢٤)؛ ميزان الاعتدال: (٢/ ٣١٨؛ رت: ٣٩٠٦). (٣) اقتصرنا في بيان درجة هؤلاء الرواة على أحكام الحافظ في التقريب، من غير التفات إلى غيرها؛ لأن السياق لا يحتمل غير ذلك. (٤) التاريخ: ١٦ ظ. (٥) تهذيب الكمال: (٢٩/ ٤٠١؛ رت: ٦٤٣٣).