ففي ترجمة سعيد بن أبي عروبة عدد له ٣٣ شيخا، فيما عدتهم عند الفلاس ٨٥ شيخا، وهو بون شاسع، وإذا علم أن أبا الحجاج قد تملك نسخة من تاريخ أبي حفص ونقل عنها في غير ما موضع، وأنه اطلع فيها على الفضلين اللذين اهتما بذكر شيوخ سعيد وحميد؛ علم أنه اصطلح أن لا يذكر في مسرد الشيوخ إلا من ارتفعت عنه الجهالة؛ لأنه توفرت له مادة غنية في هذين المشردين، لا ذكر لها في ترجمتي الراويين من تهذيب الكمال، وقد استقرينا هؤلاء الذين طوى ذكرهم فوجدنا عظمهم مجهولا لا يعرف.
- تفرده بطرق لبعض الراويات لا توجد إلا عنده، وقد ألممنا بذكر بعضها في التخريج.
- سوقه لأسمعة من شيوخ لم يسموا في غير هذا الكتاب:
منه قوله:«ولقيت شيخا بمكة اسمه سالم، اكترينا منه إلى منى بعيرا؛ فسمعني أحدث بهذا الحديث، فقال: هو جدي، وهو محرش بن عبد الله الكعبي، ثم ذكر الحديث وكيف مر بهم النبي ﷺ. فقلت: ممن سمعته؟ فقال: حدثنيه أبي وأهلنا»(١).
- قصده في الترجمة:
لم يكن من عادة الفلاس الإطالة في الترجمة، وهي عنده مؤسسة على ذكر الكنية والاسم والنسبة في الغالب، لكنه خرج عن هذا الشرط في أعيان مخصوصين، كبكر ابن عبد الله (٢)، وأبي نضرة المنذر بن مالك بن قطعة العبدي (٣)، وأبي عثمان النهدي (٤)، ومسلم بن يسار (٥)، وعوف بن أبي جميلة (٦)؛ فإنه أطال في تراجمهم، وضمنها مواد لم ترد عند غيره.