سعيد بن أبي عروبة (١)، مع ذكر شيء من أخبار من اشتهر بالتدليس وتسمية من لم يسمع منه، واقتصر ثمة على ابن أبي عروبة (٢) وقتادة (٣).
[٤ - إلماعة عن منهج الكتاب]
يخطئ من يظن أن مناط التأليف في هذا العصر، غشيم يعوزه النظر المحكك، بالنظر إلى أن الفترة كانت فترة ضبط معاقد الفن لا بالتلقي للضوابط جاهزة كما صار عليه الحال بعد بقرنين تقريبا، ولكن باستخراجها من المتون عبر آليتين شديدتي التعقيد: آلية الاستقراء بجمع الطرق، وآلية الاختيار والحكم النقدي، بإعمال قواعد الجرح والتعديل.
ويظهر الأمران بشكل متداخل وواضح في لوائح الرواة عن النبي ﷺ، من بني هاشم، وبني أمية وبني نوفل، وبني زهرة، وبني تيم بن مرة، وبني مخزوم، وبني عدي بن كعب، وبني سهم، وبني فهر، ومن موالي قريش وحلفائهم، ومن هذيل بن مدركة، وجهينة، وبني تميم، وربيعة، ومزينة، وقيس عيلان، وبني ليث ابن بكر، وبني الديل، وبني غفار، وبني أسد بن خزيمة، وأسلم، وبجيلة، وخزاعة، والأشعريين، ومن روى عن النبي من أهل المدينة ممن سكنها، ومن روى عنه ممن سكن مكة، ومن روى عنه ممن سكن الكوفة، ومن روى عنه ممن سكن الشام … ولوائح الرواة عن ابن عباس بالمدينة ومكة، والبصرة والكوفة، والرواة الذين روى عنهم سعيد بن أبي عروبة وحميد الطويل. بل إنه ليظهر قبل ذلك في حرص المؤلف في مناسبات متباينة على إيراد النظائر والأشباه، والتمييز بينها،